في تغير مفاجئ في مجلس إدارة غرفة مكة أمس، طالب 12 عضوا أثناء الاجتماع الدوري الثالث للمجلس المنتخب الجديد في دورته الـ 19، بإعادة التصويت والانتخاب على المناصب الأكثر أهمية فيه، حيث دعا الأعضاء بإعادة الانتخاب والتصويت على منصب الرئيس ونائبيه.
وكشف لـ "الاقتصادية" ماهر جمال، الرئيس المنتخب الجديد للمجلس، عن تأجيل جدول أعمال الاجتماع الدوري الذي عُقد أمس إلى الاجتماع المقبل، بعد مطالبة العضو سعد القرشي بإعادة التصويت على المناصب القيادية في المجلس.
وأضاف جمال، أن مطالبة القرشي شهدت قبولا من 12 عضوا وتحفُّظ عضوين عن التصويت دعيا إلى تأجيل التصويت إلى اجتماع قادم، مشيرا إلى أن إصرار أغلبية الأعضاء على إعادة التصويت جعلها في حيز التنفيذ، ما أدى إلى انسحاب طلال مرزا، رئيس المجلس الذي تم تغييره أمس، من الاجتماع، وأيضا نائبيه؛ الدكتور مازن تونسي، زياد فارسي، وهشام السيد ممثل المجلس في مجلس الغرف في الدورة السابقة.
وقال جمال: "هذا التغيير الجذري الذي حدث في المناصب القيادية للمجلس، في ظل عمره القصير، كان نزولا عند رأي الأغلبية ومطالبتهم"، مضيفا أنه لا يرى نفسه "رئيسا للمجلس" بالقدر الذي يرى فيه نفسه "خادما لمكة المكرمة، ولمجتمعها الاقتصادي، ومجلس الغرف".
من جهته، أكد لـ "الاقتصادية" إيهاب مشاط، نائب رئيس مجلس الإدارة الحالي، أن ما حدث في الاجتماع كان رأي الأغلبية التي رأت أن تدوير المناصب سيكون "صحيا، ومفيدا، وملبيا لتطلعات المرحلة المستقبلية"، مؤكدا نظامية الأمر الذي تم بموافقة أكثر من ثلثي المجلس، وأن القرار الذي اتخذ أمس سُجّل في المحضر الرسمي للاجتماع الذي دعا إليه الرئيس السابق قبل عملية التغيير، وتم رفعه إلى وزير التجارة.
ونفى مشاط أن يكون سبب التغيير خلافات قائمة بين بعض الأعضاء، وأنها تعود إلى رغبة الأغلبية في "التغيير، ووضع دماء جديدة في المناصب القيادية، لديها الطموح لتحقيق العمل الأفضل والمميز لمكة، ولمجتمع الأعمال والصناعة فيها"، مضيفا أنه ليس بسبب "قصور" في إدارة المجلس السابق، التي ساهمت في بناء مبنى الغرفة الحاصل على جائزة مكة للتميز، ويعد من أفضل مباني الغرف في السعودية، وأكثرها جمالا في العمران واستخداما للتقنية.
وكان المجلس حسم في 12 أيار (مايو) الجاري، الجولة الأخيرة من انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة باختيار طلال مرزا رئيسا لمجلس إدارة (الغرفة) للمرة الثانية على التوالي، فيما انتخب زياد فارسي وتمت تزكية الدكتور مازن تونسي نائبين للرئيس، كما انتخب مروان شعبان ممثلا لـ "الغرفة" لدى مجلس الغرف السعودية بعد أن أسقط الممثل السابق هشام السيد.
إلا أنه على الرغم من ذلك كان التغيير الجديد متوقعاً خاصة بعد أن جاءت الانتخابات للمجلس السابقة فيما يتعلق بالمناصب القيادية مخالفة لما تم الاتفاق عليه بين المجموعتين اللتين كانتا في المجلس واللتين انصهرتا أخيراً في مجموعة واحدة أحدثت التغيير.