13 مطوفاً يوثقون 89 عاما لمهنة الطوافة

أصدرت الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف أول كتاب وثائقي من نوعه تحت عنوان (ذاكرة المهنة) يحمل بين طياته سجلا توثيقيا ورصدا دقيقا لمعلومات تختزلها ذاكرة نخبة من رجالات الطوائف وفئة من رعيلها الأول الذين عملوا في خدمة ضيوف الرحمن

أصدرت الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف أول كتاب وثائقي من نوعه تحت عنوان (ذاكرة المهنة) يحمل بين طياته سجلا توثيقيا ورصدا دقيقا لمعلومات تختزلها ذاكرة نخبة من رجالات الطوائف وفئة من رعيلها الأول الذين عملوا في خدمة ضيوف الرحمن كأفراد قبل إنشاء مؤسسات الطوائف وتحت مظلتها بعد قيامها، وقد أفنوا شبابهم في أشرف المواقع وأنبل الميادين، ألا وهي خدمة الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة.ويسرد الكتاب مسيرة مهن أرباب الطوائف عبر التاريخ في ظل ما تجده من اهتمام ودعم ومساندة من قيادة هذه البلاد أيدها الله منذ قيامها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه) الذي أقر هذه المهن لأهلها عند دخوله مكة المكرمة في ربيع الأول العام 1343هـ،

وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي مكن لها بتثبيتها ورفع صفة التجريبية عنها.وخصص الفصل الأول من الإصدار للمطوفين، يتقدمهم المطوف ورجل الدولة الشيخ الراحل عبدالله صالح كامل الذي بدأ بالعمل بهذه المهنة صبيا مطوفا مثل غيره من أهالي مكة المكرمة، وتنقل بين تطويف الحجاج الهنود والعرب والأتراك حتى حصل على «المعلمانية» من هئية المطوفين آنذاك.صالح كامل: ثم المطوف صالح عبدالله كامل رجل الأعمال ورئيس غرفة جدة الذي يصف مهنة الطوافة بأنها الجامعة الحقيقة التي تخرج منها وعمل على تطبيق النظريات والأسس العلمية عليها فتضاعف عدد الحجاج الذين تشرف بخدمتهم من المئات إلى الآلاف، ويذكر قصة عشق والده لمهنة الطوافة ودعاء الحاجة التي وقفت بجوار والده وتدعو له قال لهم حينها «يا صالح أنت واخوانك.. شايفين هذيك الحاجة التي تدعو؟ لو جمعتم ملايينكم كلها لن تساوي دعاء هذه الحاجة».ثم المطوف الدكتور حامد هرساني وزير الصحة الأسبق وأول رئيس للمطوفين بقرار من الملك فيصل بن عبدالعزيز عام 1969م وعاصر مرحلة التطويف الذاتي ومرحلة العمل المؤسساتي مطوفا لحجاج الدول العربية.

ثم المطوف الدكتور سهيل بن حسن قاضي الذي يصف مهنة الطوافة بقوله «الطوافة مهنة شريفة خص الله سبحانه وتعالى بها أهالي مكة المكرمة الذين وفوها حقها، وقاموا ببذل النفس والنفيس لأدائها على أكمل وجه منذ قديم الزمان، فأحسنوا وفادة ورفادة الحاج الكريم».

ثم المطوف الجامعي ووكيل وزارة الحج الدكتور محمد أحمد آشي الذي وصف مهنة الطوافة بأنها تنمي في الإنسان القدرة على تحمل المسؤوليات وقيادة المجموعات والانضباط والحب لمساعدة الغير في الظروف المختلفة.بعد ذلك، يأتي المطوف إسماعيل بن إبراهيم سجيني وكيل وزارة التخطيط السابق ورجل الاقتصاد الذي يؤكد ان مهنة الطوافة شكلت ملامح شخصيته.ويرى المطوف غازي بن سلطان وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية أن العمل في الطوافة يحتاج الى خبرات متراكمة ومهارات خاصة لمعرفة كيفية التعامل مع هذا الكم الهائل من الحجاج الذين يأتون من بيئات وثقافات مختلفة،.

أما ذاكرة المطوف الدكتور زهير السباعي فتقول ان موسم الحج هو موسم خير وبركة، بل هو موسم حياة لأهالي مكة المكرمة وبخاصة المطوفين والزمازمة ممن تتصل حياتهم وأسباب رزقهم.كما تقول المطوفة فاتن بنت محمد حسين قائلة: لا يمكن إنكار أن المرأة المطوفة كانت منذ قديم الأزل ومنذ بداية التاريخ الإسلامي تستقبل المرأة الحاجة وتقوم بكل واجبات الضيافة. كما يذكر المطوف الدكتور حسن مختار ان المناصب الادارية الرفيعة والدرجات الاكاديمية العليا، بل حتى المشاغل الكثيرة والارتباطات العديدة لم تمنع أصحابها من ممارسة مهن أرباب الطوائف المختلفة.

أما المطوف الدكتور عبدالله باسلامة فيذكر تعليق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله) عند استقباله لوزير الحج ورؤساء أرباب الطوائف في رمضان عام 1426هـ بقوله: تشرفت بلقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز مرات عديدة وكان يعرفني كطبيب بشري وليس مطوفا وعندما شاهدني في الوفد قال لي «أيه اللي دخلك في هذه الوظيفة» فقلت له (أيده الله) «طال عمرك هذه مهنة آبائي وأجدادي والمهنة التي أحببتها»، فقال لي خادم الحرمين الشريفين «أتمنى أن أقوم بهذه المهنة مثلكم»، فقلت له «إنك يا خادم الحرمين الشريفين تعمل في هذه المهنة من خلال إشرافك المباشر على راحة الحجاج ومتابعتك الشخصية لهم في كل موسم».

ثم المطوف محمد سليمان تقي الذي يقول إن مهنة الطوافة هي التي أثرت في شخصيته وإنه بدأ في ممارسة الطوافة منذ ان كان يافعا وعمل في تجهيز الخيام وتجهيز وسائل نقل الحجاج وتوفير الماء والغذاء،.أما المطوف المهندس يحيى كوشك فيقول إن الباحث في تاريخ الطوافة المتمعن في نشأتها ومسيرتها يلاحظ ان الحاجة والظروف هما العاملان اللذان اسهما بشكل كبير في ان يمتهنها أهالي مكة المكرمة