مؤتمر مكة يقدر تخصيص خادم الحرمين الشريفين مليار دولار لإعمار غزة
ثمن العلماء والفقهاء المشاركون في المؤتمر العالمي للفتوى الذي اختتم أمس أعماله في مقر رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة اهتمام خادم الحرمين الشريفين المتميز بالقضية الفلسطينية
ثمن العلماء والفقهاء المشاركون في المؤتمر العالمي للفتوى الذي اختتم أمس أعماله في مقر رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة اهتمام خادم الحرمين الشريفين المتميز بالقضية الفلسطينية عامة، وبموقفه الإنساني تجاه أهالي غزة وما أصابها من تدمير بسبب الإجرام الإسرائيلي، وتخصيصه مليار دولار لإعمار غزة، وما قام به سابقا من رعاية للمصابين، وحرصه على مؤتمر القمة العربي المنعقد في الكويت على رأب الصدع وجمع الكلمة والعمل المشترك الجاد. وقد أصدر المشاركون بيان مكة المكرمة بشأن جرائم الحرب الإسرائيلية، دعوا الى رفع الحصار الإسرائيلي «الظالم» على قطاع غزة وتوجيه كافة المساعدات الإغاثية والإنسانية لهم، والسعي بكل الوسائل القانونية والإعلامية لدى الهيئات والمنظمات الدولية والحقوقية لمحاكمة «القتلة الإسرائيليين» وقيادات الكيان الصهيوني بوصفهم «مجرمي حرب»، واستنكر جرائم الحرب الإسرائيلية على غزة، والتأكيد على مشروعية المقاومة الفلسطينية ضد المحتل، وضرورة وقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
ميثاق الفتوى
وقد أصدر المؤتمر ميثاقا موحدا للفتوى يلتزم به كل المفتيين، يتضمن عدة بنود أهمها: عدم الفتوى في المسائل القضائية التي تحتاج الى سماع أقوال الأطراف الأخرى، وكذلك القضايا العامة التي تحتاج الى نظر جماعي.
ـ يحرم على المفتي الإفتاء في عدة أحوال هي: إذا كان لا يعلم حكم المسألة أصلا، ولا يستطيع استنباط حكمها وفق الأصول الشرعية.
ـ ألا يتدخل هوى المفتي في إصدار الفتوى إذا خشي أن تؤدي الى مآلات غير محمودة.
ـ إذا خشي إلحاق الضرر به إذا كانت المسألة محل الفتوى غير واقعة.
شروط وصفات المفتي
وحدد الميثاق شروط المفتي وهي: الإسلام، البلوغ، العقل، العلم بالأحكام الشرعية وأدلتها، العدالة (فمن اختل دينه أو فسدت مروءته لا يصلح للفتوى). كما حدد الميثاق الصفات التي يجب توافرها في المفتي وهي: أن يكون صحيح التمييز، جيد الفطنة، قليل السهو والغفلة، يتوصل بذكائه الى إيضاح من أشكل وفصل ما أعضل، وأن تكون له معرفة بأحوال المستفتين وبالواقع الذي يعيشون فيه، وان تكون لديه خبرة في تنزيل الأحكام على الوقائع من خلال التتلمذ على من سبقوه ممن صقلتهم التجربة.
وأوضح الميثاق آداب المفتي وهي: الإخلاص لله تعالى ومراقبته، ومشاورة أهل العلم والاختصاص عند الالتباس، والتوقف عن الإجابة عند عدم التوصل الى الحكم وعدم التحرج من قول «لا ادري»، وعدم التردد في الفتوى عند ظهور الحكم، والمحافظة على أسرار المستفتين.
أما الآداب التي يجب توافرها في المستفتي فهي: تجنب السؤال عما يؤدي الى الارتياب في الدين والعمل، والبحث عن المفتي الأهل، والتأدب مع المفتي وعدم التلبيس عليه.
مشكلات الفتوى
وتضمن الميثاق أهم المشكلات التي تواجه الفتوى في الوقت الراهن وهي: ابتعاد بعض المتصدين للفتوى عن منهج الوسطية المبنى على الكتاب والسنة النبوية المطهرة وسلوكهم كفريقين متطرفين إما التشدد أو التساهل المفرط، وصدور بعض الفتاوى بآراء شاذة عارية عن الدليل الصحيح المعتبر، وانفراد بعض المتصدين للفتوى بالإفتاء في نوازل تمس المجتمعات وتتصف بطابع العموم، وصدور بعض الفتاوى المخالفة لأصول الاعتقاد، الانتصاب للفتوى ممن لم تتحقق فيه شروط المفتي وصفاته وآدابه.
ودعا الميثاق المسؤولين والقائمين على وسائل الإعلام المختلفة سواء القنوات الفضائية أو الصحف أو المواقع الألكترونية وغيرها عدم تمكين غير المؤهلين للفتوى علما وعدالة من التصدي لها، وعدم نشر الفتاوى الشاذة والترويج لها، والاستعانة بأهل العلم الموثقين لمعرفة ما يجوز نشره وما لا يجوز، ودعوة العلماء والمتصدين للفتوى الى استثمار وسائل الإعلام المختلفة في نشر الفضيلة والعلم الشرعي وما يؤدي الى صلاح الأمة والنهوض بها.