إزالة 1800 عقار لصالح التوسعة الجديدة للمسجد الحرام بتكلفة 80 مليار ريال

تنطلق خلال الأيام المقبلة مرحلة جديدة من أعمال التطوير في مكة المكرمة لصالح توسعة الحرم المكي الشريف، ضمن المنطقة المركزية، وتم اعتماد 30 مليار ريال لقيمة التعويضات لأصحاب العقارات

مكة المكرمة – جمعان الكناني

    ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام والساحات الشمالية والشمالية الغربية للمسجد الحرام في مكة المكرمة، التي تعتبر أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام؛ تنطلق خلال الأيام المقبلة مرحلة جديدة من أعمال التطوير في مكة المكرمة لصالح توسعة الحرم المكي الشريف، ضمن المنطقة المركزية، وتم اعتماد 30 مليار ريال لقيمة التعويضات لأصحاب العقارات المقرر نزعها لصالح توسعة المسجد الحرام.

قال المهندس عباس قطان المشرف على مشروع تطوير الساحات الشمالية للحرم المكي في مكة المكرمة، أراضي العقارات التي سيتم إزالتها سوف تستخدم لإنشاء محطتين للقطار، وتوسعة الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف، إضافة إلى إنشاء ثلاث محطات للنقل العام.

يشار إلى أن عدد العقارات التي يتوقع ازالتها تبلغ حوالي 1800عقار، وطالبت اللجنة أصحاب العقارات الواقعة داخل نطاق المناطق المحددة مراجعة مقر اللجنة لإبراز ما لديهم من وثائق تثبت تملكهم تمهيدا لتقديرها بواسطة اللجنة المختصة، وقررت فصل الخدمات من كهرباء ومياه بعد حوالي شهر من الآن. وتستوعب هذه التوسعة بعد اكتمالها أكثر من مليون ومائتي ألف مصل تقريبا، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع أكثر من 80 مليار ريال بما فيها قيمة العقارات المنزوعة لصالح المشروع.

وتتميز التوسعة الجديدة للحرم المكي بخلو عمارتها من التعقيد، وبُعدها عن التنافر بين العناصر الفنية، حيث يلاحظ توافق بين الألوان والزخارف والأشكال؛ مما يعطي صورة واضحة عن مدى الجهد الكبير الذي بذل من أجل تحقيق مواءمة عالية بين الجوانب الإنشائية، والمعمارية، والفنية، والجمالية، بحيث غدت التوسعة في النهاية لوحةً معماريةً بديعةً اجتمعت فيها دقة وإتقان المواصفات الهندسية والمعمارية التي يتطلبها البناء، إضافةً إلى اللمسة الفنية والجمالية الرائعة. ويحتوي مبنى التوسعة على مئذنتين جديدتين بارتفاع (96) مترا، وأكثر من (1500) عمود مكسو بالرخام، منها ما هو مختتم في أسفله بقاعدة من الرخام بها فتحات تكييف، كما راعت التوسعة الجديدة تنفيذ شبكة إذاعية تتناسب مع مساحة التوسعة، وهي مشابهة للشبكة الحالية حيث يتم استخدام مكبرات للصوت معلقة على الجدران والأعمدة تغذيها أسلاك ممددة داخل مواسير مغطاة، أما في الأعمدة أو في الأسقف والأرضيات.

وتضم التوسعة نظاماً جديداً لتلطيف الهواء يعتمد على دفع الهواء البارد وتوزيعه على مستوى مرتفع حول الأعمدة المربعة، كما تم تنفيذ شبكة من المواسير المعزولة الناقلة لمياه زمزم، وشبكة لتصريف مياه الأمطار، وشبكة أخرى لإطفاء الحريق -لا سمح الله- إلى جانب شبكات تنظيف ومخارج للمياه الناتجة عنها.

وتوقعت دراسة لشركة (مثمرة)، فان المنطقة المركزية والمنطقة المحيطة بها في مكة المكرمة، أن تشهد خلال الفترة المقبلة مزيداً من المشاريع الفندقية، التي ستساهم في زيادة عدد الغرف أمام المعتمرين والحجاج، ويتوقع نمو حجم الغرف الفندقية خلال السنوات الخمس المقبلة أن تبلغ 40% عن الحجم الحالي. كما يتوقع ازدهار حجم السياحة الدينية في مكة المكرمة خلال السنوات الثلاث المقبلة، بالتزامن مع ارتفاع معدلات المعتمرين سنويا إلى 10 ملايين معتمر خاصة بعد انتهاء مشروعات التوسعة للحرم المكي وانتهاء مشروعات الطرق الدائرية، وشبكة القطارات بين جدة ومكة.. ومكة والمدينة.

وتعمل العديد من الشركات العقارية الكبرى في تنفيذ مشروعاتهم الفندقية, حيث تعمل الآن على إنجاز 8 مشاريع فندقية وتجارية جديدة في المنطقة المركزية بمدينة مكة المكرمة، ومن المتوقع أن تسهم هذه المشروعات حال إتمامها خلال عام ونصف في زيادة نمو القطاع الفندقي في مكة المكرمة بعد ضخ 2160 غرفة.

ويتميز السوق العقاري في مكة المكرمة بانه الوحيد الذي لا يتأثر بأي متغيرات اقتصادية محلية أو عالمية، لأنه محددات النمو تخضع لمعايير موحدة، وهي توافد الزوار والحجاج إلى العاصمة المقدسة التي تعتبر وجهة المسلمين من شتى بقاع الأرض الذين يأتون سعيا للحج والعمرة. وبحسب التقارير فان عدد الزوار المعتمرين يبلغ نحو 12 مليون شخص في موسم العمرة خلال ثمانية أشهر، والملاحظ ان السوق العقارية في مكة المكرمة بكل مكوناتها من المساكن المعدة للتأجير أو التملك او الوحدات الفندقية لم تشهد طوال تاريخ السوق أي تراجع يذكر في الاداء، لأنه سوق ينفرد ويتميز بالنمو المستمر تبعاً لزيادة عدد الزوار من المعتمرين والحجاج.