الكشافة السعودية.. ريادة عالمية من “شرفات” موسم الحج

تعود بداية اهتمام المملكة بالحركة الكشفية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز

عندما حازت المملكة على أكثر من تقدير عالمي في السنوات الأخيرة من بوابة تميّز تجربة الكشافة السعودية في الحج لم يكن هذا سوى تتويج لجهودها على مدار أكثر من 70 عامًا في خدمة الحركة الكشفية العربية والعالمية.

تعود بداية اهتمام المملكة بالحركة الكشفية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ في عام 1356هـ حيث أعجب بفكرة الكشافة وأهدافها وطلب دراستها وإمكانية إقامتها في المملكة. وكان من ابرز ما حققته الكشافة السعودية مؤخرًا فوزها بالمركز الأول في مؤتمر «جاتا جوتي»، المركز الثاني عالميًّا في الاتصالات اللاسلكية في شهر رمضان الماضي.

وكانت البدايات الأولى من المدارس في مكة المكرمة الحكومية والخاصة مما أسفر عن قيام فرقة كشفية عام 1363هـ في مدرسة تحضير البعثات والمعهد العلمي السعودي في مكة المكرمة. وفي عام 1363هـ أنشئت إدارة التربية الرياضية والاجتماعية وأسند إليها نشر الحركة الكشفية في المملكة.

وتأسست جمعية الكشافة العربية السعودية عام 1381هـ وفي العام التالي تم الاعتراف العربي والدولي بجمعية الكشافة العربية السعودية في المعسكر الحادي عشر باليونان. وجمعية الكشافة العربية السعودية، هيئة ذات شخصية اعتبارية ومقرها الرئيسي في الرياض، وتعمل على توثيق علاقاتها بالمؤسسات التعليمية وبالهيئات الاجتماعية العاملة في ميدان رعاية الشباب والميادين الاجتماعية، والهيئات الكشفية العربية والإسلامية والدولية.

ويمثل موسم الحج للكشافة السعودية أحد أهم مجالات التميّز والتحدي حيث يعمل 2700 كشاف في ظروف مغايرة للكثير من التجارب العالمية في ظل وجود اكثر من مليوني حاج في بقعة جغرافية صغيرة ولهذا تسعى إلى تجديد دمائها بالتجارب الجديدة باستمرار.

ومن هذا المنطلق يستخدم عدد من أفراد الكشافة في معسكرات الخدمة العامة لحج هذا العام السكيتر والدراجة الهوائية لتغطية أكبر مساحة في عملية المسح التي ينفذها الكشافة والجوالة في مشعري منى وعرفات.

وتتميز فرقتا الكشافة من المدينة المنورة باستخدام السكيتر بإشراف القائدين عطيان الرحيلي وعبد الله الرشيدي يقول الكشاف حمزة مشعان انه يفضل استخدام السكيتر كونه يسهل تنقله بين المربعات المخصصة للمسح يوميًا ويرى الكشاف عثمان هوساوي أن استخدام السكيتر يسهم إيجابيًّا في زيادة مساحات العمل التي يغطيها عمل الكشاف خلال فترة المسح.

أمّا حبيب أحمد حبيب فعبر عن الحماس والتعطش لخدمة ضيوف الرحمن ويعتبر حبيب أن استخدام السكيتر من العوامل المشجعة على التميز في المسح ويستخدم مجموعة من الكشافة والجوالة الدراجات الهوائية لمسح القطع المتخصصة والتي تعتمد لجنة المسح غالبًا على معلوماتها لتركيزها المسح على تلك المربعات والقطع بحسب الخطة ووفقًا للأمين العام نائب رئيس الجمعية العربية السعودية للكشافة الدكتور عبدالله الفهد، فإن إعداد الكشافة السعودية تبلغ أكثر من مئة ألف شخص.

كما تتمتع بالقدرة على تحقيق الأهداف التربوية من المدارس. ويمتد دور الكشافة ليشمل المهرجانات السياحية ونشر ثقافة السلام تحت مظلة كشفية. ويحظى الكشافة باهتمام كبير من خادم الحرمين الذى قال عندما قابل عددًا من الوفود الكشفية: “أنتم رسل سلام، وعليكم أن تنشروا هذه الفكرة” ومبادئ الكشافة عالمية تتفق مع الإسلام، لذا انتشرت في العالم الإسلامي، ولاقت قبولاً منذ أن أسست ولم تجد معارضة، لأنها تؤمن بحقوق الآخرين، وقوانينها لا تتعارض مع الإسلام، مثل صادق، أمين، مخلص، نافع، مطيع، رفيق بالحيوان.

والنشاط الكشفي في المدارس يتمتع بالتكامل في جميع الأنشطة، إلا أن هناك نشاطين بارزين، هما النشاط الوطني (التربية الوطنية) والفنون الكشفية.

وتتنوع شرائح المشاركين في النشاط الكشفي لتشمل الجوالة وهم من طلاب الجامعات ومن التعليم العام وكليات التقنية ويعملون ضمن معسكرات الخدمة العامة التابعة لجمعية الكشافة العربية السعودية في كل من مشعري منى وعرفات قبل 45 عامًا.

أهداف معسكرات الخدمة العامة

وتهدف الكشافة إلى الإسهام مع الجهات المعنية في الحج لتقديم أفضل الخدمات وغرس روح التطوع وحب العمل وخدمة الآخرين وتنمية المحبة والتآلف بين أفراد الكشافة من خلال العمل في هذا المجال.

وتتلخص طبيعة العمل مع وزارة الحج في المسح الميداني لجمع بيانات القطع في منى وعرفات بدءًا من اليوم الأول من شهر ذي الحجة إلى اليوم الثامن وجمع البيانات وتبويبها، وإدخالها في الحاسب الآلي، وإصدار الأدلة التعريفية (أدلة بيانات الإرشاد، وأدلة الخرائط لكل مشعر) وإرشاد الحجاج التائهين في المراكز الرئيسية والفرعية من اليوم السابع من ذي الحجة وحتى اليوم الثالث عشر والعناية بالأطفال التائهين وإيصالهم إلى ذويهم وإصدار التقارير عن عمليات المسح والإرشاد.

وتسهم جمعية الكشافة مع وزارة التجارة في مراقبة المواد الغذائية المعروضة للبيع والتأكد من تاريخ صلاحيتها ومصادرة التالف منها ومراقبة الأسعار داخل المشاعر المقدسة وحصر عدد الشاحنات والثلاجات الموجودة في عرفات ومنى ونوعية التموين فيها وتوزيع التسعيرات الصادرة من وزارة التجارة على المباسط والمحلات التجارية ومراقبة تطبيقها.

دعم التوعية الإسلامية في الحج

ويسهم الكشافة والجوالة مع الأمانة للتوعية الإسلامية بمكة المكرمة في الحج في تنظيم الحضور في المحاضرات والندوات التي تقيمها الأمانة العامة والمساعدة في توزيع الكتب والأشرطة الإسلامية التي تقوم الأمانة بتأمينها وتنظيم المستفتين الذين يسألون عن بعض أحكام الحج في الدخول على أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ.

ويسهم الكشافة والجوالة مع موظفي أمانة العاصمة المقدسة في أداء عملهم في منع البائعين المتجولين بطرق غير نظامية من الافتراش في الساحات والطرق العامة ومنع الحجاج من الحلاقة حول الساحات المحيطة بجسر الجمرات وجوار مجمع دورات المياه وتوجيههم إلى المواقع المخصصة ومنع الطبخ بين المفترشين لغرض التجارة والتأكد من حصول المحلات التجارية على رخص نظامية ووجود الشهادات الصحية للعاملين لمزاولة بيع المواد الغذائية والتأكد من وضع التسعيرة الرسمية في محل بارز بالمباسط المرخص لها.

إرشاد التائهين

كما تسهم أيضًا في إرشاد الحجاج التائهين والمرضى المتحسنين والقيام بإيصالهم إلى مقار مؤسساتهم وسكناهم بعد تماثلهم للشفاء وتنظيم المراجعين في العيادات الخارجية والتخصصية وحفظ النظام داخلها وإرشاد المراجعين للمستشفى بأماكن العيادات ومرافق المستشفى المختلفة. كما تسهم جمعية الكشافة في مشروع الاستفادة من لحوم الأضاحي من خلال المشاركة مع البنك الإسلامي في بعض المهام ومنها: إرشاد وتوجيه الحجاج داخل المجازر الحديثة وخارجها وتنظيم حركة سير الحجاج ومنع ازدحامهم داخل المجازر والمساعدة في فك الاختناقات أثناء العمل ومنع حصول تكدس من الحجاج أثناء تواجدهم في وحدات الذبح الحديثة
.