مطوفة سعودية شابة تخدم المخيمات بكل اللغات

احترفت عائلة اندرقيري المعروفة في مكة المكرمة مهنة الطوافة منذ عشرات السنين

احترفت عائلة اندرقيري المعروفة في مكة المكرمة مهنة الطوافة منذ عشرات السنين ، وانتقل عشق خدمة الحجيج إلى الابناء والاحفاد الذين توارثوا المهنة ابا عن جد ، وتشربت " هبة " أصغر الحفيدات أصول المهنة وأدركت أسرارها من والدها الذي عكف على تدريبها وهي في سنوات عمرها الأولى ولا تزال تتذكر نصيحته: خدمة حجاج بيت الله شرف لنا يا بنيتي.

التحقت هبة بإحدى مدارس مكة وتخرجت من الثانوية وبدأت في البحث عن كلية جامعية تعزز قدراتها في مجال الطوافة وتصقل خبراتها البسيطة التي خرجت بها من العمل الميداني المباشر في المخيمات ولكن أحلامها اصطدمت بغياب مثل هذا التخصص النادر من مناهج الجامعات والمعاهد "مهنة الطوافة لم تعد مهنة لا مهنة له ، إنها تخصص نادر لا يقدر عليها إلا اصحاب العزم والثقافة والهمة العالية والمجيدون للغات العالم ، ولعل النقلة التي شهدتها المهنة في العقد الأخير تحفز جامعاتنا وكلياتنا في إدخال تخصص الطوافة إلى مناهجها وتخصصاتها جنبا إلى جنب الآداب والطب والهندسة"، تقول المطوفة السعودية الشابة هبة "28 سنة" أن عدم وجود كليات متخصصة مثل هذه دفعها لدراسة تخصص قريب ونجحت في إجادة ادخال البيانات إلى الحاسوب والتعامل مع التقنية الحديثة الأمر الذي مكنها من إدارة اعمال الطوافة الكترونيا في. بدايات تعلقها بالمهنة.

تشغل حاليا وظيفة مدخلة بيانات إحصاء بأحد المستشفيات الكبرى ، كانت في سن مبكرة من عمرها ترافق في الموسم والدها المطوف المعروف ولما بلغت السابعة أبدت رغبتها في العمل بالطوافة وظلت تلح في الطلب وأذعن الاب لطلبها واشترط لقبول طلبها التفاني في خدمة ضيوف الرحمن والأحسان في معاملتهم والسهر على راحتهم ووقعت هبة ميثاق اتفاق مع والدها انتهى بموافقتها التامة على الشروط الشيء الذي انعكس إيجابا على أدائها بعد ذلك.

استهلت الطفلة وظيفتها في الطوافة بتقديم السلال الغذائية في مخيمات الحجاج ثم تدرجت وترقت إلى عاملة نظافة في مقرات النساء وأثبتت مقدرتها وإخلاصها وفي سنوات قليلة صعدت في الوظائف حتى وصلت إلى مرتبة مرشدة ومع أعبائها في الطوافة حصلت على وظيفة بوزارة الصحة في عام 1420 واستمرت في تقديم خبراتها للحجاج من مستشفيات عرفة.

".. خلال عملي في الطوافة نجحت في إجادة عدة لغات ، وكنت ألحظ مشاعر الغيرة من زملائي في الطوافة بسبب سرعة إدراكي وثقافتي في هذا المجال الذي أفنيت فيه أكثر من ربع قرن وأصبحت مصدر فخر لوالدي وأسرتي".

المطوفة هبة تفضل هذا اللقب على سواه "أبقى في مقر عملي طيلة موسم الحج رغم أن منزل أسرتي لا يبعد كثيرا من هنا ، ينتابني قلق حين أعجز عن تقديم خدمة أو مساعدة لمن يحتاج ، أشعر بالسعادة تغمرني بنهاية ونجاح الموسم ويتحول تعبي إلى سعادة بلا حدود