المليك يدشن العمل في تنفيذ مشروع وقف الملك عبدالعزيز
دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء أمس الاول العمل في تنفيذ مشروع وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين ( 2 ) بمكة المكرمة.
دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء أمس الاول العمل في تنفيذ مشروع وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين ( 2 ) بمكة المكرمة. وفي بداية الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة في قصر الصفا تشرف ممثلو المشروع وأعضاء مجلس إدارة الشركة الأولى للتطوير بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. إثر ذلك ألقى الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين كلمة استعرض فيها مراحل تخطيط وتصميم المشروع وأهدافه. وقال “خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأدام توفيقه وتسديده وتأييده على ما يحب ويرضى ، هديته المباركة للحرم الشريف هذا المشروع الذي يضع بيده الكريمة حجر الأساس له” .
وأضاف “باختصار لما تم بالنسبة لهذا المشروع بعد أن شرفني خادم الحرمين الشريفين بمتابعته حتى يكون مهيأ لإبرام العقد ، فقد كان من الضروري إعادة التصميم ليكون متلائماً مع الوظائف المطلوبة وليكون وافياً بشروط الواقف وأهمها أن يكون امتداداً لساحات الحرم يصلى فيه ، وأن يكون متنفساً للاختناقات في وقت الذروة وأن يرسم انسيابية الحركة بالنسبة للقادمين إلى الحرم وللخارجين منه ، فكان من الضروري إعادة التصميم ليفي بهذه الشروط” .
وأشار إلى أنه تم وضع مرئيات أولية للمصمم أهمها مراعاة شروط الواقف ومن ناحية ثانية مراعاة شروط السلامة والأمن ومتطلبات الحركة وكذلك أن لا يرى من داخل الحرم الشريف لأن هذا معيار يرى كثير من الناس ملاءمة رعايته في العمارات التي تبنى حول الحرم. وبين الشيخ الحصين أنه دعي للمسابقة في تصميم هذا المشروع خمسة مكاتب من أكبر المكاتب الهندسية في المملكة وشكلت لجنة للتحكيم من المختصين وفاز أحد المكاتب وهو الذي صمم هذا المشروع وراعى فيه هذه الأمور.
وأضاف أنه تم عقد ورش عمل مع رجال الأعمال والأموال لاستبيان مدى الظروف المهيئة لتمويل هذا المشروع وكيفية التمويل المناسبة وكذلك ورش عمل لمنتخبين من المهندسين المعماريين في المملكة لكي يقيموا التصميم الأول والتصميم الثاني وكذلك ورشة عمل اشترك فيها ممثلون عن الدفاع المدني وعن المرور لضمان الوفاء لمتطلبات الحركة ومتطلبات الأمن والسلامة.
وقال الشيخ الحصين “عندما اختيرت صيغة العقد رؤي اختيار صيغة عقد المشاركة المتناقصة بمعنى أن يشترك الممول المستثمر مع الوقف العائد ، وهذا العائد الذي يحصل عليه الوقف يتملك بقدره وبحصته من البناء الذي هو الآن ملك للمستثمر أو الممول حتى تنتهي الملكية تماماً لتكون لأوقاف الحرم الشريف ونتيجة لذلك قدمت عروض ودرست وانتهى بقبول العرض المقدم على أساس أن يكون لأوقاف الحرم الشريف خمسة وثلاثون في المائة من العائد ويكون للممول خمسة وستون في المائة من العائد” .
وأضاف “ ونتوقع حسب الحسابات الموجودة الآن أن تتملك أوقاف الحرم هذا الوقف إن شاء الله خلال سبع سنوات وبعد هذه السنوات يكون كامل العائد وكامل الملكية لأوقاف الحرم الشريف” . وعدّ معاليه هذه الصيغة من صيغ العقود من أعدل وأنجح صيغ العقود لأنها توزع الربح بين الممول وصاحب الوقف بحسب نسبة ملكية كل منهما في الوقف ولأنها تجعل مصلحة المستثمر ومصلحة الواقف متوافقة وغير متناقضة أو متنافسة وهذا يعني انعدام أي سبب للمشكلات بين الممول والمستثمر.
وقال : نحن نرجو إن شاء الله بهذا النموذج أن نلفت نظر المصارف المالية في المملكة لاتباعه لأنه مشروع كبير ويصلح نموذجاً لهذا العقد وهو كذلك أكثر جاذبية للمستثمر الذي يتطلب شرطين وهما الضمان واليقين وهذا هو الضمان مائة في المائة لأنه مالك واليقين متوفر لأنه في ظروف العقد يستطيع أن يبني قراره على أساس يثق بأنه إن شاء الله سوف يتحقق به ما يتوقع .
ثم ألقى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ كلمة قال فيها “إنني لأحمد الله يا خادم الحرمين الشريفين على تجدد نعمائه ، وتواصل مننه وعطائه ففي كل يوم وليلة منحة ربانية وتوفيق إلهي لكم من الله يا خادم الحرمين ، فكم أسستم من أساس وغرستم من غراس لهذه الأمة ترجون وجه الله جل وعلا يحدوكم في ذلك الصدق والإخلاص ، ويدعوكم داعي طلب رضى ربكم جل وعلا ، “وما بكم من نعمة فمن الله” .
وأوضح أن الله بعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالإسلام الخالص والشريعة الكاملة ، فأنار الكون بلطيف هدايته ، وجميل رحمته في شريعته ما لم يكن في الشرائع قبله ومن ذلك ( شريعة الوقف ) حيث أمر صلى الله عليه وسلم بالوقف فكان سنة ماضية يبقى أجره إلى قيام الساعة.
وبين أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم القدوة لمن بعدهم لم يكن منهم أحد ذو مقدرة مالية إلا جعل له وقفا ، ودعا إلى ذلك الصحابة بأفعالهم وقولهم ودعا إلى ذلك الخلفاء الراشدون المهديون ودعا إليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم. فكان من سنن الخلفاء الراشدين والأمة المصلحين على منهاج النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم العناية بالأوقاف والاهتمام بها. ذلك لأن الوقف في الشريعة الإسلامية يشمل كل الأعمال التي تقرب إلى الله جل وعلا من العمل التعبدي والمحض ، وكذلك الأعمال الدنيوية التي تخدم الإنسان المسلم ، فأجرى الخلفاء الأوقاف على المساجد وعلى دور العلم وعلى المياه وعلى الصحة وعلى المستشفيات إلى غير ذلك من النفع الديني والدنيوي للمسلمين.
وقال : لقد تأسست المملكة العربية السعودية بتأييد الله للرجل الصالح والإمام العادل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ورفع درجته في عليين وجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء أقام هذه الدولة على التوحيد الخالص ، والسنة النبوية وجعل دستورها القرآن الكريم ، ونهجها نهج السلف الصالح ، وجمع فيها رحمه الله ورفع درجته بين المطلب الديني والمطلب الحضاري ، لكي يسعد الإنسان في هذه البلاد في دنياه وفي آخرته ، وكان اهتماهه رحمه الله بالحرمين الشريفين اهتماماً خاصاً وجمع فيها المسلمين على إمام واحد لصلاتهم وأسس كل السبل لتيسير الحج والاعتمار وغير ذلك مما سجله التاريخ ، وبقي أثره إلى الآن .
وأردف يقول : أنتم اليوم يا خادم الحرمين الشريفين تضعون مفهوماً واسعاً حضارياً لخدمة الحرمين الشريفين ولخدمة المشاعر المقدسة ، هذه المشاريع المتميزة في الحرمين والمشاعر لا شك أنها سجل تاريخي ، ومن أعظم قربكم إلى الله وستبقى ما بقي الناس بإذن الله .
وأضاف يقول إن المسلمين شهدوا أنكم أسستم لما لم تسبقوا إلى مثله فالوقف على الحرمين الشريفين بخصوصهما لم يحظ في التاريخ بمثل عنايتكم حيث جعلتم – أيدكم الله – المباني العظيمة وقفاً على الحرمين الشريفين بل أمرتم بأن كل أرض بيضاء لا مالك لها في مكة المشرفة والمدينة المنورة تكون وقفاً للحرمين الشريفين ولا شك أن هذه رؤية مبدعة وأفق واسع وخدمة كبرى للحرمين الشريفين ستظل قروناً كثيرة بإذن الله. إن هذا الوقف وقف الملك عبدالعزيز رحمه الله ( 2) الذي تضعون اليوم حجر أساسه وتبدأ انطلاقة العمل فيه إنما هو في الحقيقة منكم وإليكم ففكرته وأمره كسابقه الوقف الأول إنما هي من الله ثم منكم ، ونشرف بأن يكون لنا بعض النصيب في تنفيذ مراداتكم الرضية المرضية .
وقال معاليه إن الأوقاف العامة والخيرية حظيت منكم بالكثير ، وإننا نطمح أن تحقق رؤيتكم البعيدة بأن ينظر إليها نظرة شمولية ، ترقى بها الأوقاف إلى مدارج التطوير والإصلاح في الأعمال الإدارية وفي النظرة الاقتصادية ، وفي النظم المنظمة لأعمالها وعلاقة جهاتها المختلفة بعضها ببعض ، وفي تطوير أدائها المالي والإشرافي ، وما أمركم حفظكم الله بإنشاء هيئة عامة للأوقاف إلا من واسع نظركم التطويري للقطاعات الشرعية بعامة وقطاع الوقف بخاصة فنشكر الله كثيراً على ما أنعم به عليكم ثم نشكركم هذه العناية بالأوقاف ونشكر لسمو ولي عهدكم كل أعماله الجليلة في خدمة الأوقاف .
وتحدث عن الجهد الذي بذله صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة في وقف الملك عبدالعزيز الأول وفي هذا الوقف الثاني حيث أسس لأعمال كل اللجان التي نهضت بالتخطيط والتنفيذ لهذا الوقف جعل الله ذلك في صحائف عمله الصالح.
وأردف معاليه يقول “أنتم اليوم يا خادم الحرمين الشريفين تضعون مفهوماً واسعاً حضارياً لخدمة الحرمين الشريفين ولخدمة المشاعر المقدسة ، هذه المشاريع المتميزة في الحرمين والمشاعر لا شك أنها سجل تاريخي ، ومن أعظم قربكم إلى الله وستبقى ما بقي الناس بإذن الله .