مدير "أم القرى" : باشرنا دراسة الازدحام في المطاف

أكد مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس أن الجامعة وضعت خطة استراتيجية للارتقاء بمخرجاتها العلمية

أكد مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس أن الجامعة وضعت خطة استراتيجية للارتقاء بمخرجاتها العلمية، وتمكنت أخيرا من رفع مستوى تصنيفها العالمي لتحتل المركز 630 بين جامعات العالم في التصنيف الإسباني، وستدخل قريبا نادي أفضل 300 جامعة في العالم.

وقال الدكتور عساس في أول حوار موسع له بعد تعيينه مديرا لجامعة أم القرى منتصف العام الماضي، إن الاعتمادات المالية ليست سببا في تأخر اكتمال المدينة الجامعية، ويعود ذلك إلى أسباب فنية، وتطرق إلى دراسات مكثفة تهدف إلى جعل كلية الشريعة في الجامعة نواة للاعتماد الأكاديمي للعلوم الشرعية في أنحاء العالمين العربي والإسلامي، ونفى أن تكون هناك واسطة في قبول الطلاب والطالبات أو أن تكون هناك محسوبيات في تغيير قيادات الجامعة، فإلى تفاصيل الحوار:

• ما هي الخطط الاستراتيجية التي يعتزم مدير الجامعة تطبيقها خلال المرحلة المقبلة؟
ـــ حين توليت منصب مدير الجامعة طلبت لقاء وزير التعليم العالي، فقال الوزير إذا كان اللقاء لمجرد اللقاء فجدولي لا يسمح وليس لدي وقت، أما إذا كان لقائي بكم ستقدمون خلاله خطة استراتيجية فأبوابي مشرعة أمامكم، وبالفعل قدمنا خطة استراتيجية منهجية ترتكز على مرتكزين؛ قصير المدى ومدتها ثلاث سنوات، وخطة طويلة المدى توضح المعالم الرئيسة لموقع الجامعة بعد تنفيذ هذه الخطة التي تبنت هدف الارتقاء بمخرجات الجامعة عالميا، وحظيت بمباركة ودعم الوزير، وبدأنا بالفعل تطبيقها على أرض الواقع. ونطمح أن تكون جامعة أم القرى رائدة، وهي بالفعل رائدة في مجالات كثيرة غير متوافرة إلا في هذه الجامعة، كما أن تصنيف الجامعة حاليا 630 بين جامعات العالم وفقا للتصنيف الإسباني يجعلنا نفخر بها كثيرا، وما وجدته من حماس وتوقد لدى منسوبي الجامعة دليل على ما تزخر به من كوادر مؤهلة.

ومن خلال هذه الأطر حققنا مركزا متقدما في التصنيفات، وعددا من براءات الاختراع، وأبرمنا شراكات مع جامعات عالمية لتأهيل أعضاء هيئة التدريس، وإقامة المؤتمرات، وتدريب الطالبات والطلاب وابتعاثهم في دورات تدريبية في جامعات متقدمة، وتم هذا العام تدريب 16 طالبا من كلية الطب في مستشفى الأطفال في متشغن ديترويت، وكان ذلك بطلب من جامعة متشغن نفسها حينما زاروا الجامعة العام الماضي. ومن ضمن الخطة الاستراتيجية الكراسي البحثية، حيث لدي الجامعة حاليا خمسة كراسي علمية، وهي؛ كرسي الأمير سلمان عن دراسات تاريخ مكة بالاشتراك مع دارة الملك عبد العزيز، وكرسي الأورام السرطانية، وكرسي آلام المفاصل والركبة، وكرسي أعمال البر، ويشرف على كل من الكراسي البحثية فريق بحثي على مستوى عال من الكفاءة، وستنتج عن هذه الكراسي نتائج علمية مهمة تفيد الوطن والبشرية.

الاعتماد الأكاديمي
• يدور حديث عن نية جامعة أم القرى جعل كلية الشريعة نواة للاعتماد الأكاديمي لكافة كليات الشريعة في العالم العربي والإسلامي.
ـــ صدر قرار بتكوين لجنة من أعضاء هيئة التدريس في كلية الشريعة وأعضاء من برامج التطوير في الجامعة، لوضع معايير تكون كفيلة بجعل كلية الشريعة في جامعة أم القرى نواة للاعتماد الأكاديمي لمثيلاتها من الكليات الشرعية في المملكة والعالم العربي والإسلامي، وهذا ليس بمستغرب، خصوصا إذا عرفنا أن العاملين في هيئة التدريس جميعهم من العلماء وأئمة الحرم، وأساتذة مميزون في العلوم الشرعية، وبدأت اللجنة العمل بزيارة جامعات عالمية، وفي ضوء هذه الزيارات نرجو أن تكون لدينا هيئة اعتماد للكليات الشرعية، وسوف يتحقق بإذن الله هذا الهدف الذي نسعى إليه جميعا، ولن نواجه مشكلة؛ كون كلية الشريعة تعد مركزا من مراكز قوة جامعة أم القرى.

خطوات كبيرة
• كيف استطاعت الجامعة خلال هذه الفترة تحقيق قفزات كبيرة في التصنيفات؟

ـــ خطت الجامعة خطوات كبيرة جدا في التصنيفات، ووضعنا خطة لتكون التصنيفات بالتدريج، وبدأنا بالتصنيف الإسباني والمعايير التي يجب أخذها بعين الاعتبار لكي ترقى الجامعة لهذا التصنيف، ومن خلاله تعرفنا على نقاط الضعف وعالجناها وأصبحت الجامعة تتماشى مع المستويات المطلوبة، وبعد أن كان ترتيبنا 1950 على مستوى العالم أصبح 1050، وواصلنا العمل في الارتقاء بمخرجات الجامعة وعلاج مكامن الخلل حتى استطعنا تحقيق الرقم 630 على مستوى جامعات العالم، وخلال عام ونصف سبقنا أكثر من 1300 جامعة في التصنيف وهذا عمل مميز، قياسا بالكثير من المؤسسات التعليمية وما تحقق من قفزات لجامعة أم القرى لم يتحقق لأية جامعة أخرى. وأنا متأكد بإذن الله نتيجة للدعم المتواصل ونشاط العاملين في الجامعة سنكون بإذن الله قريبا في نادي أفضل 300 جامعة على مستوى العالم، وبين أفضل 630 جامعة من مليون جامعة حول العالم، وخطوتنا المقبلة دخول تصنيف شنغهاي.

• تشرفت جامعة أم القرى بقبول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منحه شهادة الدكتوراة الفخرية، ألا ترى أن ذلك يحملها مسؤولية أكبر تجاه الوطن؟
ـــ جامعة أم القرى كان لها الشرف العظيم بموافقة خادم الحرمين الشريفين على أن تمنحه الجامعة شهادة الدكتوراة الفخرية في خدمة الإنسانية، ونالت الجامعة هذا الشرف بعد أن عرضت رغبتها على وزارة التعليم العالي. وللحق وللتاريخ فقد تبنى الوزير هذا التوجه بكل قوة، وكان يتابع ذلك إلى صدور موافقة الملك الكريمة، وما يميز هذا الحدث أنه في مكة المكرمة، وتصادف مع يوم الخامس والعشرين من رمضان إحدى ليالي القدر، وكان الإنسان خادم الحرمين الشريفين، فنعم الزمان والمكان والإنسان.

• ألا ترى أن إدارة جامعة بحجم جامعة أم القرى مسؤولية كبيرة، في ظل ما تلاقيه من دعم من القيادة العليا في المملكة؟
ـــ بعد تعييني مديرا لجامعة أم القرى تعرضت لموقفين لا يمكن أن أنساهما طوال حياتي، وشعرت خلالهما أن المسؤولية كبيرة، فالموقف الأول؛ حين التقيت مع قيادات الجامعة بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز أخيرا، حيث قالي لي «يا دكتور أنت تقود جامعة أم القرى، هذه الجامعة مباركة»، أنظر إلى حجم المسؤولية التي حملني إياها، وكان ولي العهد يسأل عن أدق التفاصيل عن الجامعة لدرجة أنه سأل عن عدد الطلاب الذين يتولى عضو هيئة التدريس تعليمهم، وهذا الأمر يدخل ضمن شروط التصنيف العالمي والاعتماد الأكاديمي. في حين كان الموقف الثاني في لقائي مع النائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، وكان من المقرر ألا يتجاوز لقاؤنا به (حفظه الله) خمس دقائق، حيث كان لدينا فيلم وثائقي نريد عرضه عليه عن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، فاستغرق اللقاء نحو ساعة و20 دقيقة، واستمعنا خلالها لمحاضرة من سموه لن أنساها طوال حياتي، شملت الاعتماد الأكاديمي، والبحث العلمي، وأسس إدارة الجامعة، وحجم الأمانة والمسؤولية التي نحملها في أعناقنا، وقدم دعما غير محدود لجامعة أم القرى ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، وهذا النوع من الدعم اللا محدود من المسؤولين في الدولة يجعلنا في تحد، ويجعلنا أمام مسؤولية كبيرة جدا.

المدينة الجامعية
• تعد المدينة الجامعية في العابدية أطول مدينة يتم إنشاؤها، حيث استغرقت نحو 30 عاما، متى سيكتمل عقد المدينة الجامعية؟

ـــ هناك جدولة في نقل الكليات، كلما انتهى مشروع مبنى كلية في المدينة الجامعية في العابدية يتم نقل الكلية إليه، وخلال السنوات الثلاث المقبلة سيتم نقل جميع الكليات من العزيزية إلى المدينة الجامعية في العابدية، طبقا للخطة الاستراتيجية. وبالنسبة للمستشفى الجامعي يجرى العمل فيه حاليا، ويحتاج إلى عام ونصف العام لإنهاء مشروع المبنى. أما إسكان أعضاء هيئة التدريس وإسكان طالبات وطلاب الجامعة، فقد وقع وزير التعليم العالي عقود إنشاء المباني قبل شهر رمضان، ولم تكن الاعتمادات المالية سببا في تأخر اكتمال بناء المدينة الجامعية، وإذا كان هناك من تأخير فهو لأسباب فنية.

مشكلات القبول
• ماذا عن مشكلات القبول والجداول الدراسية ونقص أعضاء هيئة التدريس التي تكررت لأعوام مضت، هل ستختفي هذا العام أم ما زال الوقت مبكرا؟

ـــ القبول في جامعة أم القرى يتم في ضوء الاحتياج، والأماكن المتوافرة التي ترفعها الكليات للهيئة الاستشارية، ومن ثم يصادق عليها مجلس الجامعة. وهذا العام قبلنا 14500 طالبة وطالب، كما أنني واثق بأن من دخل الجامعة وتم قبوله هذا العام من الطالبات والطلاب لم يدخل إلا لأنه يستحق، ما يعني انتفاء فرضية «الواسطة». وأهم كليتين في الجامعة شهدتا ضغوطا جراء تقديم أعداد كبيرة من الراغبين في الالتحاق بها، هما؛ كليتا طب الجراحة وطب الأسنان. وهناك مرونة في القبول حينما يكون هناك نقص في نسبة الطالب بدرجة أو درجتين، وننظر في هذه الحالة إلى إمكانية القسم أو الكلية التي تقدم الطالب بطلب الالتحاق بها، وإذا كان هناك مكان يتم قبول الطالب مباشرة.

سكن الطالبات
• ما هي التطويرات التي أدخلت على المنشآت التعليمية للطالبات، وهل ستقضي على مشاكل إسكان الطالبات؟

ـــ الجامعة لا تستطيع عمل صيانة في كليات الطالبات إلا في أوقات الإجازة السنوية، وجميع المنشآت جاهزة حاليا. وبالنسبة لسكن الطالبات فهو الآن على مستوى عال من الجاهزية لاستقبال الطالبات، ولن يتكرر ما حدث في إسكان الطالبات في العام الماضي، حيث تم وضع حلول لسواتر نوافذ إسكان الطالبات وفقا لاشتراطات السلامة بالاتفاق مع إدارة الدفاع المدني، وحللنا كثيرا من المشاكل التي تتعلق بالإسكان.

• بدأت «أم القرى» التطبيقات الإلكترونية في فترة من الفترات لكنها تراجعت في هذا الأمر، بينما حققت بعض الجامعات تطورا ملحوظا، كيف تعلقون؟
ـــ وافق خادم الحرمين الشريفين في جلسة مجلس التعليم العالي على تحويل مركز تقنية المعلومات في جامعة أم القرى إلى عمادة لتقنية المعلومات، وتم تعيين الدكتور فهد الزهراني عميدا للكلية، وهو من الكفاءات وسيقفز بهذه الكلية قفزات كبيرة جدا، وسنعمل على تحويل جميع مخرجات الجامعة إلكترونيا، وسنلغي التعامل الورقي. وأتصور أننا سنحتاج إلى عام ونصف العام لربط جميع أجزاء الجامعة من كليات وأقسام وإدارات مختلفة بالشبكة الإلكترونية.

• ألا ترون أن الجامعة بحاجة إلى صحيفة إلكترونية أو قناة تثقيفية، أو برامج دورية إعلامية عبر وسائل الإعلام؟
ـــ بدأنا الآن تنشيط العلاقات العامة، وتعاقدنا مع شركة متخصصة بقيادة الدكتور أيمن حبيب وما لديه من خبرة كبيرة جدا في المجال الإعلامي، وهناك الكثير من البرامج الإعلامية، وتدريب طالبات وطلاب الإعلام وإشراكهم في الأنشطة الإعلامية، وإصدار وسائل إعلامية دورية، وهناك مقترحات قدمت لإنشاء قناة تعليمية خاصة بالجامعة، وستصدر قريبا صحيفة منار الجامعة وهي صحيفة منتظمة للجامعة.

• منذ أن تسنمت منصب مدير الجامعة أحدثت تغييرات واسعة في صفوف القيادات في الجامعة، ألا ترى أن ذلك التغيير أحدث نوعا من الحساسية لدى البعض، وهناك من يرى أن هذه التغييرات جاءت لأهداف شخصية؟
ـــ بالعكس، الجامعة مليئة بالكفاءات وكل الاختيارات جاءت بعناية فائقة، وهناك تدوير للمراكز بين عمادات الكليات، خاصة الكفاءات التي قدمت نجاحات للاستفادة منها في مواقع أخرى، ولم أواجه تأثرا من هذا النوع جراء ما صدر من قرارات، والكل متفان في خدمة الجامعة. ولم تكن لهذه القرارات أهداف شخصية، بل نحن في مرحلة ما يسمى الرجل المناسب في المكان المناسب. وللمعلومية فإن أكثر العمداء الذين تم التجديد لهم كانوا مجبرين على ذلك لأهمية بقائهم في هذه الكليات، ولما لهم من دور بارز في مواقعهم في المراحل المقبلة.

توسيع المطاف
• يدرس مركز التميز آلية تنفيذ مشروع توسيع المطاف، وكان لوزير التعليم العالي والفريق الاستشاري اجتماعات متكررة خلال رمضان الماضي.. أين وصلت هذه الدراسة، وما ملامحها؟

ـــ يعكف مركز التميز لأبحاث الحج والعمرة في جامعة أم القرى على إعداد دراسة متطورة لتنفيذ مشروع توسعة المطاف وتقديم البدائل الكفيلة بزيادة الطاقة الاستيعابية، حيث بدأ منتصف شهر رمضان الماضي بمشاركة خبراء من منسوبي المركز وكلية الهندسة في الجامعة، الوقوف ميدانيا ورصد الكثافات التي شهدها صحن الطواف وتوثيق ذلك بكاميرات التصوير، وما زالت الدراسة في مراحلها الأولى، وستساهم هذه الدراسة في توفير البدائل وطرق توسعة المطاف بما يتواءم مع ازدياد توافد ضيوف الرحمن الرحمن عاما بعد عام.

مركز التميز
• هل أنهى مركز التميز دراسة تشغيل مشروع قطار المشاعر الذي سيطلق في حج هذا العام؟

ـــ شارك مركز التميز لأبحاث الحج والعمرة بدراسة تشغيل قطار المشاعر الذي سينطلق هذا العام لأول مرة، ولا يزال المركز في طور إنهاء الدراسة التي ستحدد ملامح تشغيل القطار بإذن الله خلال موسم الحج المقبل، وسيتم افتتاح مركز النقل وإدارة وتنظيم الحشود في جامعة أم القرى.

أبناء مكة
• طرح بعض أعضاء هيئة التدريس في الجامعة فكرة أن يكون القبول حكرا على أبناء مكة، ما موقفكم من هذا التوجه؟
ـــ هذا الكلام غير صحيح إطلاقا، وما حدث أن الجامعة لديها هيئة استشارية أعضاؤها عمداء الجامعة، وكل عضو له الحق في أن يطرح رأيه وهذا الرأي قابل للأخذ والرد، وما حدث أن عميد القبول والتسجيل طرح رأيه على اعتبار أن يكون قبول 70 في المائة من أبناء مكة و30 في المائة من خارجها، ونوقشت الفكرة ولم تلق استحسانا من غالبية أعضاء الهيئة وانتهت. والهيئة الاستشارية غير ملزمة إطلاقا، وأنا أقسم أن عميد القبول والتسجيل كان مظلوما في ما نسب إليه من آراء، ولا يمكن أن نحجر على أحد أن يقول ما يريد.