استنكف رجل أعمال في جدة ذات مناسبة حضور رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة جدة حفل افتتاح مطعم صغير في حي الحمراء دعما لشابة في مقتبل حياتها التجارية
استنكف رجل أعمال في جدة ذات مناسبة حضور رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة جدة حفل افتتاح مطعم صغير في حي الحمراء دعما لشابة في مقتبل حياتها التجارية لأن «برستيج» رئيس الغرفة كما يرى التاجر لا يوازي هذه الحفلة الصغيرة، وكان رد رئيس الغرفة في كلمة مقتضبة إبان افتتاح المطعم: «أتيت هنا لأن مهمتي التمكين والتشجيع وتطوير وتحسين البيئة للتجار وكل عمل تجاري هو جزء من المنظومة التجارية الوطنية».
رئيس الغرفة حين ذاك كان المهندس عادل فقيه الذي جاء خلفا لشهبندر التجار إسماعيل أبو داوود أو كما يحب أهل جدة أن يسموه العم إسماعيل (رحمه الله) ورجل الأعمال والوزير عبدالله زينل. خطف رئيس الغرفة الأضواء مبكرا منذ أن استطاع تحويل شركة زيوت متوسطة إلى مجموعة استثمارية ضخمة أو كما يطلقون عليها في لغة المال والأعمال بـ «الأمبراطورية». ودخل الغرفة من بوابة تغيير الصورة الذهنية عن بيت التجارة وعلى طريقة زينل خرج ليصبح صاحب معالي. بين أروقة الحرم المكي وبيوت العلم والتجارة في جدة، ترعرع فقيه، وأخذ «الصنعة» من خاله حمزة بوقري وجده عبدالقادر الذي تحول من بائع بسيط إلى أول مستورد للسمن النباتي عام 1369هـ، واستلهم فنون الحياة والأدب من والده الشاعر محمد عبدالقادر فقيه. إنسانيا عادل فقيه كما تصفه شريكة حياته سيدة المجتمع مها فتيحي «مرض لوالديه وأهم ما في حياته أن يلبي ما يحب والده ووالدته، يؤمن أن نجاحه في الحياة مرتبط بطاعة الله ثم رضا أمه وأبيه». أما عادل الأب عند فتيحي فهو «حنون كريم متفهم لا يتذمر واقتسمت معه المسؤولية في وقت مبكر واتفقنا على تبادل الأدوار، والأجمل أنه حليم يحب الإصغاء جيدا ويقيس الأمور بحكمة».
آمن المهندس الشاب مطلع الثمانينيات بفكرة خاله وكيل وزارة الإعلام الأسبق حمزة بوقري ودخل معه شريكا في إطلاق الشركة السعودية للزيوت والسمن النباتي في شقة عند ميدان البيعة وسط جدة عام 1980، وكان الفقيه ثالث ثلاثة ربطوا الليل بالنهار كي يخرج المصنع الحلم إلى الواقع.
تجزم الزوجة مها أن فترة ما بعد كارثة سيول جدة كانت الأصعب: «تحمل عادل نقداً في الصحافة بلغ درجة التهكم ولم يدخل في مهاترات واستمر يعمل وهذه التجربة هي منعطف مهم في حياتنا شخصيا تعلمت منه الكثير». القريبون من عادل فقيه يعرفون أنه قدم في وقت مبكر استراتيجية لتوظيف فتيات وأبناء الوطن إلى وزير العمل الراحل الدكتور غازي القصيبي وبقي قريب منه منذ 2004، وهنا تؤكد فتيحي: «30 في المائة من هذه الاستراتيجية نفذت وقبل وبعد صدور الأمر الملكي الهاجس الأكثر حضورا في ذهن المهندس عادل هو مشروع التوظيف وخلق فرصة العمل».
عام 2005 خرج فقيه من بوابة البرج الأزرق لغرفة جدة إلى المبنى الزجاجي الأخضر للأمانة وحمل سيف التقنية وفكر المنظمات والقطاع الخاص، ويشهد على التجربة مدير المركز الإعلامي أحمد الغامدي: «لم يكن في الأمانة سوء خمسة أجهزة كمبيوتر، أما اليوم فإن العمل يدار بمساعدة 500 جهاز مرتبطة مع بعضها وقبل أن يغادر فقيه أكملنا في شهر واحد 120 ألف مخاطبة إلكترونية». شكل المهندس عادل معادلة جديدة في تاريخ الأمانة بوضع هيكلة لا تمت للقطاع الحكومي بصلة إلا من بعيد ووضع الإنتاجية هدفا ومعيارا وفقا للغامدي، واستحدث آليات للمكافآت لقفل باب التلاعب بمشاعر المراقبين وحاجتهم.
يدلف وزير العمل الجديد إلى مكتبه بعد عام حافل بالعمل والسهر والحزن، فمن كارثة جدة مرورا بوفاة والده وحتى تسنمه الوزارة لم تكن أياما عادية، وهنا تعود فتيحي لتكشف مالا يعرفه الناس عن عادل إذ تراه: «رجل قوي كثير البكاء».