مكة المكرمة تودع حامد مطاوع رجل الإعلام والصحافة
انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم أمس الثلاثاء حامد حسن مطاوع أحد رؤساء تحرير صحيفة (الندوة) والكاتب الاجتماعي والسياسي
انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم أمس الثلاثاء حامد حسن مطاوع أحد رؤساء تحرير صحيفة (الندوة) والكاتب الاجتماعي والسياسي ، وقد صلي على جثمانه عقب صلاة فجر اليوم الاربعاء ، ودفن بمقابر المعلاه بمكة المكرمة.
وتتقبل أسرته العزاء بداره بمكة المكرمة بحي النزهة - خلف مسجد الكويتي.
وبرحيله فقدت مكة المكرمة ابناً باراً وأديباً فذاً وصحافياً نشطاً كان ملء السمع والبصر انه الاستاذ الكبير حامد بن حسن مطاوع الذي رحل بهدوء بعد أن عاش بهدوء.
(الندوة) التقت العديد ممن تألموا لرحيله فكانت السطور التالية:-
رحل هادئاً
| يقول الدكتور محمد بن مريسي الحارثي عضو مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي في هذه الليلة المباركة انتقل إلى رحمة الله تعالى علم من اعلام مكة المكرمة هو الاستاذ حامد بن حسن مطاوع الذي كرس حياته العلمية والعملية لخدمة هذا البلد الأمين في غير مجال من مجالات الحياة من جريدة الندوة رئيساً لتحريرها إلى جمعيات البر والخير الى نادي مكة الثقافي الادبي ، توفي وهو في غمرة هذه الحركة النشطة التي نرجو من الله سبحانه وتعالى أن تكون في موازين حسناته، الاستاذ حامد مطاوع ترك أثراً من حسن العمل والذكر الحسن وترك أسرة على مستوى من العلم والمكانة الاجتماعية المرموقة ، رحل الاستاذ حامد من المجتمع المكي يحمل صورة وسيرة عطرتين ومثل هذا الرجل سيترك لا محالة ذكريات عند زملائه ومحبيه وعند الوسط الإعلامي بالذات ، رحل حامد مطاوع رحمه الله تعالى بكل هدوء كما كان يعمل بهدوء فاستحق من الجميع الدعاء ان يغفر له المولى عز وجل ويسكنه فسيح جناته (إنا لله وإنا إليه راجعون).
صديق صدوق
| وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا المطوف عدنان بن محمد أمين كاتب: رحم الله الاستاذ حامد مطاوع فقد كان شمعة تضيء للآخرين وقد فقدت المملكة العربية السعودية علماً بارزاً في الأدب والصحافة ورجلاً من الطراز الأول ، فقد ضحى بحياته في خدمة وطنه الحبيب.
لقد جمعتني بالراحل مواقف عدة في التربية والتعليم وفي اللقاءات والمناسبات العديدة ، فكان بحق رجلاً واعياً ذكياً ، ومحبوباً من الجميع ، ولقد عاش بين زملائه في جريدة الندوة كالأب الحنون على أبنائه ولم يبخل عليهم بتوجيهاته السديدة ، وقد تخرج على يديه العديد من الصحفيين والكتّاب الذين أصبحوا رموزاً من رموز هذا الوطن فهو صديق صدوق.
رحم الله أبا أنمار رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.
نعم الرجل
| وقال الدكتور محمد سراج بوقس عضو جمعية البر والأمين العام لها: رحم الله استاذنا حامد مطارع رحمة الابرار واسكنه فسيح جناته فقد جمعتنا به جمعية البر فكان نعم الرجل البار والخدوم لوطنه والمواطنين.
وأضاف: مطاوع علم من أعلام هذه البلاد الطاهرة فقد افنى زهرة شبابه في بلاد صاحبة الجلالة وخدم مكة المكرمة وجريدة الندوة التي شبتّ ونشأت على يديه رئيساً لتحريرها .. وفي هذه العجالة لا يسعني آلا أن أقول رحم الله استاذنا الكبير وأسكنه فسيح جناته.
الوالد الرائد
| وقال عضو مجلس نادي مكة الثقافي الأدبي الأديب والشاعر فاروق بنجر: رحم الله الوالد الأديب الرائد الصحفي الكبير حامد بن حسن مطاوع .. لقد فاجأنا نعيه المباغت الحزين ونحن تلامذته وزملاؤه في نادي مكة الثقافي الادبي أدنى المحبين الى حنانه ووده ووجدانه وسريرة نفسه الطيبة ، فقدنا برحيله أديباً وكاتباً ومفكراً ورائداً في (المقال السياسي) ولقد خبرناه ذا رؤية مستبصرة نافذة ، ولغة مستشرفة ناصحة جميلة الصدق والصراحة وحسن النية.
سلام عليه .. وسلام على روحه في السماء .. وذكراه في الارض نبراسه في قلوب المحبين والآلفين.
وانني أعزي نفسي وزملائي في نادي مكة الادبي فيه ، كما أعزي أهله وولده وذويه جميعاً غفر الله له واسكنه جنته.
رجل محبوب
|وقال الدكتور طارق صالح جمال رئيس ادارة جمعية البر بمكة المكرمة : لقد كان الشيخ حامد بن حسن مطاوع من خيرة الرجال الذين تعاملت معهم وكان رئيساً لمجلس إدارة الجمعية قبلي وهو من المؤسسين الاوائل قبلي ويتمتع بأخلاق عالية واريحية ومتعاون مع الجميع فكان اباً للجميع وعنده اباء واناقة ولسان جميل جداً.
وقد فوجئت بنبأ وفاته مساء هذا اليوم الثلاثاء.. ولقد كان من رجال الصحافة والاعلام المؤثرين والعارفين لهذ المجال بكل ما تحمله هذه الكلمة.. رحم الله الشيخ والعم حامد حسن مطاوع واسكنه الفردوس الاعلى انه سميع مجيب.
أستاذ الجميع
|وتحدث الكاتب الصحفي المعروف الاستاذ محمد بن احمد الحساني قائلاً رحم الله استاذنا الكبير حامد مطاوع فقد كان علماً في مجال الصحافة والثقافة ومدرسة للعديد من الصحفيين من أجيال مختلفة ولقد عملت معه سنوات طويلة فوجدته نعم الأخ الكبير المرشد ونعم الموجه وكانت له خلال ترؤسه لجريدة الندوة بصمات لا تخفى على مسيرتها التي قادها نحو ربع قرن وقد وجدنا تحت رعايته فرصة للكتابة والظهور والنمو وقد أعطانا الفرصة واسعة للبروز للعطاء اضافة إلى ذلك مسارعاً في الخيرات تحمل حاجات الضعفاء والمرضى الى ولاة الأ مر.
ولاسيما الحالات التي تحتاج الى علاج في الخارج بأوامر سامية وكان عندما يوفقه الله في مثل ذلك تبدو عليه علامات السرور والحبور.. تغمده الله برحمته وفضله وبارك الله في بنيه وبناته وأهله والهمهم الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون).
علم بلا منازع
| وقال الكاتب الصحفي خالد علي سابق رحم الله استاذنا جميعاً الشيخ حامد بن حسن مطاوع رحمة الابرار وبوفاته خسر العالم العربي عامة والمملكة خاصة علماً بارزاً من اعلام الأدب والصحافة والثقافة.. هذا الرجل الذي بذل قصاري جهده في خدمة صحيفة الندوة التي ظهرت على أكتافه.. واضاف : ان للشيخ حامد افضال على الكثير من الصحفيين والكتاب اليوم فقد كان استاذاً لهم ورائداً من الرواد حيث كانت الندوة في عهده في أبهى وازهى مراحلها وكما انه كاتب سياسي من الطراز الاول وكاتب اجتماعي كبير وزاويته (ابن حسن) دليل على ما يتمتع به من ثقافة وادراك.
وفي هذه العجالة أقول ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراقك يا ابا أنمار لمحزونون.
تغمدك الله برحمته واسكنك فسيح جناته(إنا لله وإنا إليه راجعون).
صحفي كبير
| وقال الدكتور سامر بنتن مدير الشؤون الادارية والمالية بمؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا رحم الله الفقيد الغالي رحمة الابرار واسكنه الجنة ان شاء الله فقد عرفته صحافياً كبيراً وتتلمذ على يديه العديد ممن يشار اليهم بالبنان اليوم.. لقد رحل الأستاذ حامد مطاوع ولكن أفعاله وأعماله خالدة وهي وسام شرف للجميع.
رحمك الله يا ابا انمار وعوضنا فيك واسرتك خيراً واسكنك جنات النعيم.
جوانب من السيرة الذاتية
- حامد بن حسن مطارع
- ولد بمكة المكرمة عام 1347هـ
- بدأ حياته التعليمية بالقراءة في المسجد الحرام، وبالتحديد عند باب زيادة ثم التحق بالمدرسة الرحمانية ، وكانت بالمسعى وأمضى بها ستة أعوام ، ثم انتقل إلى مدرسة تحضير البعثات بقلعة جبل هندي، ودرس بها ست سنوات وتخرج منها في عام 1364هـ ، ثم درس في المؤسسة العلمية للثقافة الشعبية والتي أنشأها عدد من الطلاب الخريجين العائدين من الخارج لتدريس المحاسبة والاقتصاد واللغة العربية وكانت الدراسة عالية وفي مستوى الدبلوم فتخرج منها بعد ثلاث سنوات في عام 1367هـ.
- عمل مساعداً لرئيس شعبة بالمديرية العامة للحج بوزارة المالية سابقاً عام 1367هـ.
- أما بالنسبة للعمل الصحفي ، فقد بدأ أميناً لصندوق جريدة البلاد السعودية سابقاً عام 1372هـ ، ثم محاسباً أيضاً في نفس الجريدة.
- كذلك عمل مديراً لإدارة جريدة البلاد بعد الدمج ، ومديراً لإدارة جريدة الندوة والمسؤول عن التحرير بها في عهد المؤسسات من عام 1383هـ إلى عام 1384هـ.
- رئيس تحرير جريدة الندوة من عام 1384هـ إلى عام 1406هـ.
- مدير عام مؤسسة مكة للطباعة والإعلام سابقاً.
- عضو في مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء بمكة المكرمة والطائف لأربع دورات ، حتى قيام الشركة الموحدة عام 1402هـ.
- عضو المجلس البلدي بمكة المكرمة سابقاً حتى عام 1413هـ.
- عضو مؤسس بجمعية البر بمكة المكرمة منذ عام 1373هـ.
- عضو مؤسسة مكة للطباعة والإعلام منذ عام 1383هـ.
- عضو مجلس منطقة مكة المكرمة سابقاً.
- حاز على وسام بدرجة قائد من الملك الحسن الثاني ملك المغرب.
- كرمته (الاثنينية) في رجب 1415هـ
خوجه: رجل صحافة وإعلام كبير
قال عنه الشيخ والأديب عبدالمقصود محمد سعيد خوجه في تكريم (الاثنينية) للراحل حامد مطاوع في 3/7/1415هـ
رجلُ صحافة واعلام كبير ، حاولت (الاثنينية) استضافته منذُ وقت طويل، ولكن الظروف لم تتهيأ لنسعد بلقائه من خلال أمسية خاصة تعقد على شرفه ، إن الأستاذ الكبير حامد حسن مطاوع يعتبر من الأساتذة الذين قامت على عاتقهم النهضة الصحافية في بلادنا، وترجمةُ حياته التي استمعتم إليها قبلَ قليل تشير إلى ذلك .
- إنَّ الأستاذ حامد مطاوع يمتاز بالانتقائيةِ في كتاباتِهِ، فهو لا يختار إلاَّ المواضيع ذات الصلة بالمواطن وهمومِهِ، وإنْ تحدث في شأنٍ دوليٍّ فلا بد أن تكون له صلةٌ وثيقةٌ بمجريات الحياةِ وانعكاسات على الشأنِ الداخلي، ولعل المتتبع لكتاباتِ الأستاذِ حامد مطاوع يلاحظُ الأسلوب الفريد الذي ينتهجه في تحريرِ مقالاتِه، فهو يأخذُ المادةَ الصحفيةَ بكل أمانةٍ من مصدرِها، أيا كان، ثم يصيغها في قالبٍ أدبي رفيع ،
ويطرزها بالأبياتِ الشعريةِ المناسبة .. ؛ وقد يبدو غريباً للوهلةِ الأولى أن يتطرق كاتب، عن السياسة الأميركية، أو عن الطاقة مثلاً، ويورد أبياتاً من الشعر والأغرب أنَّ السياق لا يرفُض هذا، بل إنك تجد متسعاً ومتنفسا لأبيات الشعرِ، وكأنها قِيلَت أساساً عن السياسة الأميركية أو غيرها من المواضيعِ الحدِيثة رغم الفارق ِالزمني .. وتلك حاسةٌ أدبيةٌ ارتفعت بالقيمةِ التحليلية التي امتازت بها كتابات الأستاذِ الكبير، إلى درجةٍ أكسبته طابعاً مميزاً أصبح معروفاً به ، وبخصائصِهِ وبصما تِهِ الذاتية .
- والَّذي يقرأ كتاب : ( شيءٌ من الحصاد ) للأستاذ حامد مطاوع - الذي جمع بين دفَّتيه بعض مقالاته التي نشرت في الصحف خلال الأعوام 1399هـ إلى 1401هـ - يستطيع أن يقرأَها من ثلاثِ زوايا .. زاويةِ القارئ العادي الذيُ يتناول الخبر ويقنع بمضمونه؛ وزاوية القارئ الحصيفِ الذي يقرأ الخبر، ثم يقرأ ما بين السطورِ ُ ليستنبِط بعض الأفكار، ويربط بين كثير من الحقائقِ والوقائع، ويستفِيد من زخمِ المعلوماتِ التي تحفلُ بها معظم المقالات؛ والزاويةِ أو المنظور الثالث للقراءة .. هو المنظور الأدبي، لأنَّ مقالاتِ الأستاذ حامد مطاوع ما هي إلاَّ قطع أدبيةٌ رائعة، تشد القارئ إلى نسيجها المتناسِقِ وألوانِها البهيةِ، وعمقِها الذي يدلُ على اٍطلاع وافرٍ وإلمامٍ كاملٍ بمجرياتِ الأمور .
- تبقى كلمةٌ عن أصالةِ هذا الأستاذِ الذي زرع جذوره في أرضِ مكةَ الطاهرة، ونهل من معينِ علمائِها وأدبا ئِها، ولم يغفل بحاستهِ الصحافيةِ كلماتها الحارة، وعباراتها المأثورة التي تمثلُ بُعداً اجتماعياً وموروثاً حضارياً لا يستهان به فعمد إليها أيضاً، ومنها استقى حكمةَ الأجيالِ التي صِيغت في كلمات قلائل .. ، ونسج من كل ذلك أسلوبه الخاص الذي تميزت به كتاباته ، الشيقة وقد كان يكتب زاوية في جريدة ( البلادِ السعودية )ثم في جريدة (الندوة) تحت اسم : ابن حسن ) يتناول فيها الكثير من المواضِيع الاجتماعيةِ بلهجةِ ابنِ البلدِ الأصيل، ويعبر باللهجةِ الحجازيةِ عما يعتلج في نفسِهِ ونفوسِ القراء، وقد نالت تلك الكتابات استحسانَ الجميعِ، وتركت بصماِتها على صحافةِ تلك الحقبة.
- وأحسب أنَّ َ الأستاذ حامد مطاوع عندما يكتب مقالاً، عادةً ما يرجع إلى عدةِ مصادِر علميةٍ موثوقة قبل أن يدفَع بمقاله إلى المطبعة، فهو حريص على توخي الدقةِ والصدقِ والأمانةِ، بقدر ما هو حر يص على الصياغَةِ الأدبيةِ الرفيعةِ، التي تنتظم مقالاتِهِ وكتاباتِهِ في خيطٍ ذهبي واحد .. ؛ فهنيئا للصحافةِ به رائدًا مجدداً وهنيئا لنا به كاتباً رصيناً، حلو العبارةِ، رحب الأفقِ، واسع الاطلاعِ، راجح الذهن، وإن كان لنا من رجاءٍ .. فهو أن يزِيد من عطائِهِ ويتحِفنا بروائعه التي لا تمل، والتي ستبقى للأجيالِ تاريخاً وتوثيقا لمرحلةٍ هامةٍ في حياتِنا السياسيةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ، على المستوياتِ المحليةِ والإقليميةِ والعالمية .
د. كتبي: ظاهرة فكرية سياسية
كما قال عنه الصحفي القدير الدكتور زهير محمد جميل كتبي في احتفائية (الاثنينية): - إن حامد مطاوع .. ظاهرة فكرية سياسية .. صاحب مدرسة فنية متميزة في الصحافة السعودية، إنه .. مهندس المقال الصحافي الحديث .. ومن واضعي أصوله وأسسه .
- إن المطاوع .. صوت جديد عال .. في عالم الصحافة مقبولاً .. لا مرفوضاً، لا تملك إلاَّ أن تكون معه كمتلَّقٍ .
- فلم يكن تصادمياً ، و لا مشاكساً، وغير متحول في مبادئه؛ ومقالاته تعبر عن مواقف رجولية؛ اختلف معه من اختلفوا .. واتفق معه من اتفقوا، ولكنه في الأخير نال احترام وتقدير الجميع؛ كل هذه الأبعاد وغيرها تؤكد أن المطاوع شكَّل مدرسة في الصحافة السعودية، وفي الفكر والثقافة .. كان المطاوع عاصفة من المعلومات .
- إن تأثري شديد بهذا الرجل الكبير، بآرائه، بل بمنهجه في الكتابة .
- إن المطاوع معلم الالتزام في أدب الصحافة، لهذا فهو كاتب مميز، ولا بد أن أشير إلى أن مقالات المطاوع السياسية كانت تنطلق من خلفية علمية وثقافية، تمتاز بسعة الاطلاع، ووضوح الرؤية، وصفاء الرأي .. ؛ كما أنها تلاحق الحوادث بمتابعة يقظة دقيقة تصل إلى استنتاج اجتهادي؛ كثيراً ما يكون صحيح التوقع ويجعل المتلقي ملماً بالموضوع الذي تناوله من المقدمة، ثم إلى دروب التسير، ً ووصولا إلى النتيجة، وما يترتب عليها من منطلقات تأخذ طابع الوقائع المعاشة.
- كانت الندوة في عهده القناة النظيفة التي من خلالها يأخذ صوت المواطن طريقه إلى المسؤولين، وكثيرة هي القضايا التي استطاعت فيها الندوة أن تشرح ما تقتضيه المصلحة بين المواطن والمسؤول، لأن الندوة عندما كانت تطرح قضية، فإنها تطرح بجانبها الرأي الإصلاحي، وعندما تشير إلى مشكل فإنها ترفق به الحل المقترح، وكثيراً ما أخذ به في إجراءات الحلول بأروقة القرار .
- وكانت الندوة في طريقة معالجتها للمشاكل واقتراح الحلول، تستقطب جبهة عريضة من المفاهيم التي يسير خط بيانها من نقطة النخبة وإلى أصغر شريحة في الاستيعاب، و كانت تتبع أسلوب اللهجة الدارجة بهدفين :
- الأول : أنها تخاطب الأغلبية الكبرى من شرائح المجتمع .
- أما الهدف الثاني : فهو الارتقاء بالدارجة إلى مستويات تضيق الفرق بين الدارجة والفصحى، وكانت بذلك تقوم بمهمة شاقة تستحق عليها التقدير، وكان ذلك ممثلاً في مقالات .. ( المراقب المتنقل) .. والموقعة بـ .. ( ابن حسن ).. إنه الجالس بيننا المطاوع، كما كان الجهاز العامل في الندوة في عهده يعمل كفريق عمل، يعرف كل فرد صلاحيته ومسؤوليته بإخاء وتعاون، ولذلك كان إنتاج الندوة بجهاز صغير يؤدي ً أعمالا كبيرة .
- لقد تميزت الندوة في عهده بالا بتعاد كلياً عن المهاترات التي تنغمس في المثالب، لقد أثبت منهج المطاوع أن قيمة الصحافة هو توظيفها لخدمة المجتمع، ومن هنا وجب على الصحافة أن تتجه إلى الناس .
- إن المطاوع جعل الندوة سلماً من سلالم القيم .
- وأكد المطاوع لي أن الصحافة لا تبلغ قيمتها العليا إلاَّ إذا كانت و تراً مشدوداً بين المجتمع والجريدة، وهذا يبعد الضمير الحاقد الذي يوظف الصحافة لخدماته الخاصة .
- لقد استطاعت الندوة في عهده أن تنجح في تحقيق ثقافة الصحافة التي تستطيع الوصول إلى كل الناس وهمومهم؛ لقد ظلت الندوة أكثر من ربع قرن هي جريدة تعبر عن كل أدوات الصحافة، لقد سلك بها المطاوع منهجاً جديدًا في الصحافة السعودية .
- لقد كسبت الندوة الرهان في أن تكون جريدة حضارية مهمة في تحقيق طموحاتنا ككُتاب وقراء؛ هذا الرجل علمني أن الصحافة هي تعبير حقيقي من أخلاق الرجولة الحقة، لأن المطاوع لم ينظر للصحافة من زاوية الدكان الذي يبيع منها كل شيء .
- ومن أجل أن يؤثر الصحفي والكاتب والأديب تأثير صادقاً، يجب أن يكون جزءاً حياً من الأخلاق .. وهذا ما صنعه المطاوع، حين احترم عقل القارئ وشرفه الفكري والثقافي فلم يستخف به .
- لقد استطاعت .. هندسة المعاني الراقية .. في ذات المطاوع أن تخدم .. أمانة الصحافة .. خدمة شريفة، لأنه لم يفصل شرف الصحافة عن شرف الكلمة، وهذا ما مكنه في الدفاع عن وجهات النظر الاجتماعية والوطنية دفاع الشرفاء العقلاء؛ .