نشرت أخبار في الصحف وتدور أحاديث عن نقاش يدور في مجلس الشورى باقتراح إنشاء مطار في مكة المكرمة، والفكرة قديمة وكانت تظهر وتختفي من قبل عشر سنوات، إعادتها الآن وطرحها خطأ كبير، وإن كان بعض أعضاء مجلس الشورى قد قدمها للنقاش في المجلس، فذلك بسبب عاطفي، ليست هناك حاجة إلى إنشاء مطار في مكة المكرمة لأسباب وموانع كثيرة لعل من أهمها البدء في تنفيذ إجراءات سكة حديد الحرمين وهو القطار السريع الذي سيربط بين مدينتي المدينة المنورة ومكة المكرمة مرورا وتوقفا بمطار الملك عبدالعزيز كمحطة رئيسية لخدمة ركاب المطار والحجاج، فبهذا يكون القطار السريع ربط مدينة مكة المكرمة بالمطار مما يغنيها عن وجود مطار خاص لها، لأنه سيكون بسرعة القطار الفائقة أقرب من أي مطار يقام في أحد السهول القريبة منها تستخدم للوصول إليه السيارات والباصات، إن مكة مدينة مقدسة للعبادة ولاينبغي أن نحيلها مدينة كبيرة، لقد أوجدها الله في واد غير ذي زرع بعيدة عن ضجة العمران ولتكون للعبادة فقط، لقد ناديت بعدم التوسع في العمران فيها وزيادة عدد سكانها بل إخراجهم إلى ضواح بعيدة بأربعين كيلو مترا أو ثلاثين لخدمات الحج الموسمية فقط، مكة للعبادة فقط وليست لزحمة المدن ومشاكلها، وعلى الذين يطالبون بإنشاء مطار فيها أن يفكروا في هذا المفهوم، وأن يفكروا في ضخامة المساحة التي يتطلبها المطار وعشرات الخدمات التي يحتاجها، قطار الحرمين السريع (300 كيلو في الساعة) هو المطار لمكة وهو الميناء أيضا، المطلوب منكم التفكير في تحسين مطار الملك عبدالعزيز فقط لاغير، وعدا ذلك يكون الأمر للاستنفاع وتجارة الأراضي..!

المدينة 14/5/1431هـ