الرئة التي نريدها

تخيلوا مدينة مثل مكة المكرمة شرفها الله أو جدة او أي مدينة من مدن المملكة وفيها حديقة مثل حديقة (الهايدبارك) الموجودة في لندن أو شبيهاتها من الحدائق الموجودة في معظم مدن العالم.. لم يعد توفر الماء مبرراً فقبل اربعين سنة أقامت امانة العاصمة المقدسة حديقة رائعة اقيمت فيها احلى المناسبات وكانت متنفساً لأهل مكة حتى تم تأجيرها كقصور أفراح!!.

وكان هذا الفكر الرائع والاهتمام باحتياجات الانسان الترفيهية موجود قبل ما يزيد عن أربعين عاماً ونيف!!.

واليوم نسمع عن وعود تتكرر في كل مدينة عن تحقيق هذا الحلم الذي يأمل ان يراه كل مواطن ومقيم.

هل يعقل أن مدينة مثل مكة المكرمة لا يوجد فيها حديقة عامة تليق بمكانة هذه المدينة المقدسة بالرغم اننا سمعنا عن نية انشائها قبل عدة أعوام عند (بوابة مكة) .. ومعظم المشاريع التي سمعنا عنها ولم تتم هي عند بوابة مكة!! ولكن للأسف الشديد لم تتم ولا ندري متى ستتم؟!.

ان الحدائق الموجودة الآن من المعيب أن نطلق عليها مسمى حدائق. خاصة اذا اردنا ان نقيسها بالحدائق اللائقة بمكانة المدن.. ففي جدة كنا نتعشم أن يتحول مقر المطار القديم الى حديقة عامة تكون معلماً لمدينة جدة ولكن اين تلك المساحات الآن؟! والحال سيتكرر عند بوابة مكة التي سمعنا قبل عدة أعوام انه سينشأ فيها حديقة لا تقل مساحتها عن (20.000.000) عشرون مليون متر مربع؟!.. ماذا لو بدأنا وتحقق الحلم.. وعندها وللمحافظة عليها ولصيانتها ولتطويرها كان بالامكان فرض رسوم على مرتاديها.

ان الحدائق في المدن هي الرئة والمتنفس لأي مدينة ولأهلها فما بالكم ببلد معظمه صحراء وأجواؤه حارة والأمطار فيه شحيحة .. كم نتمنى أن يسخر الله لهذه المدن هذه الرئات التي يطالب بها المواطن بالحاح وما ذلك على الله ببعيد.

آخر السطور:
(ليس الشجاعة أن تعجب برأيك ولكن الشجاعة أن تعجب بالرأي الآخر حتى لو كان لرأيك مخالفاً).

الندوة 7/5/1431هـ