مخطط ولي العهد.. والخدمات

 
يعتبر مخطط ولي العهد المجاور لمكة المكرمة، حيث لا يبعد عنها سوى عشرة كيلات، من أكبر المخططات الحكومية الموزعة على ذوي الدخل المحدود من المواطنين، وقد أمر بتوزيعه عليهم خادم الحرمين الشريفين (رعاه الله) عندما كان وليا للعهد فسمى المخطط آنذاك باسمه، هذا المخطط العظيم يضم مخططات عدة في داخله تبدأ برقم واحد حتى رقم سبعة وقد بدأ توزيعه عام 1422هـ، واستفاد من أجزائه الثلاثة التي تحمل أرقام واحد واثنين وثلاثة ما يزيد على اثني عشر ألف مواطن، وقد بدأ التوزيع في الأجزاء أربعة وخمسة، وقد تكون له أجزاء أخرى بعد ذلك، وهذا يعني أن المخطط بأجزائه المشار إليها يمكن أن يضم ما يزيد على عشرين ألف قطعة أرض سكنية، لو سكن كل أرض منها بعد بنائها أسرة مكونة من خمسة أشخاص فقط لا غير، لأصبح سكان المخطط أكثر من مائة ألف نسمة، وهذا العدد يزيد على سكان بعض المحافظات المتوسطة في بعض مناطق المملكة، ولكن هذا المخطط الواسع متعدد الأجزاء لم تصله أية خدمة من الخدمات؛ فلم تزل أجزاء منه غير مسفلتة، ولا توجد به شبكة كهرباء ناهيك عن شبكات المياه والمجاري التي سيطول انتظار سكان المخطط حتى تصل إليهم، وقد بدأ بعضهم يبني سكنا خاصا على الأرض الممنوحة له بعد أن وصله القرض العقاري، ولكنه لن يستطيع السكن في داره لعدم توفر الكهرباء، إلا إذا قرر الاستعانة بمولد كهربائي وكأنه يعيش في قرية نائية، مع ما سيدفعه من تكاليف لتشغيل وصيانة المولد الكهربائي، وقد تظل الدار حديثة البناء مهجورة سنوات عدة، تطول أو تقصر، حتى تسكن بعد وصول التيار الكهربائي العام، فيما يظل صاحبها يدفع إيجارا سنويا للشقة التي يسكنها وهو يحلم باليوم الذي يمكن له فيه الانتقال إلى داره المهجورة لتصبح به وبأسرته عامرة، وهذه الفئة العريضة من المواطنين تتمنى بأن تصدر توجيهات كريمة إلى جهات الاختصاص بسرعة تأمين الخدمات الضرورية للمخطط؛ وفي مقدمتها السفلتة والكهرباء، لا سيما وقد اصبح أهالي أم القرى في أمس الحاجة إلى مساكن يأوون إليها بعد أن أزيلت نحو عشرة آلاف عقار لصالح مشاريع توسعة واستثمار وطرق جديدة في أنحاء متفرقة من العاصمة المقدسة، وبالله التوفيق.
 

عكاظ 7/5/1431هـ