تبادل التعازي بين سكان الموازي!

بناء على إعلان نشر في جميع الصحف المحلية تم تحديد يوم 25/1/1431هـ للبدء في تنفيذ الهدميات الخاصة بمشروع الخط الموازي بأم القرى وأن على ملاك العقارات الواقعة في الشريحة الأولى من مسار الخط ترك منازلهم قبل ذلك التاريخ لأن الخدمات سوف تقطع عنهم تمهيدا لبدء عمليات الإزالة والتسوية للخط لتنفيذه في وقت لاحق، ونظرا لما اتسم به الإعلان من جدية وصرامة في كلماته وحركاته، فقد هرع سكان الأحياء المستهدفة بالإزالة للخروج من عقاراتهم وبحثوا عن سكن آخر بديل لسكنهم الذي سوف يزال وسلموا صكوكهم للجنة المكلفة بتقدير العقارات انتظارا لصرف التعويضات لهم، وقد وجد بعضهم مشقة بالغة في تدبير سكن بديل وبإيجار مرتفع، ولكن من أجل التطوير يرخص كل شيء، إلا أن الذي حصل بعد ذلك أن شهر المحرم انتهى وتبعه شهر صفر وتلاه شهر ربيع الأول ودخل ربيع الآخر ومضت منه أيام ولم تزل المنازل الخاوية قائمة لم تزحف عليها المعدات فلا هي بقيت لهم يسكنونها حتى الموعد الحقيقي للإزالة ولا هي أزيلت ولا تم تسليمهم تعويضاتهم لشراء مساكن بديلة لهم مع العلم أن معظم السكان من شريحة متواضعة الدخل والحال ولا يوجد لديها فضول أموال لشراء البديل وكلما تأخر دفع التعويضات زادت أسعار العقارات، وانخفضت القوة الشرائية لمبلغ التعويض، ولما راجع بعض سكان تلك الأحياء الشركة المطورة وجدوها «مثورة»، ولما سألوا من وجدوه أمامهم عن أسباب التأخير أخبرهم بأنه لا علم لديه بالموعد الذي سيبدأ فيه تنفيذ المشروع، ولما تابعوا الصحف المحلية فرأوا فيها تأكيدات صادرة عن مسؤولين في أمانة العاصمة المقدسة بأن المشروع سوف ينفذ كما هو مخطط له! .. وعندها أخذ سكان الموازي يتبادلون التعازي!

عكاظ 22/4/1431هـ