أبناء مكة.. أين أنتم من ( الندوة ) ؟

وقفة صادقة يا أبناء مكة لهذا الصرح المكي، وقفة لهذه الصحيفة المكية (الندوة) التي طالها التهميش والاقصاء مراراً وتكراراً، وقفة لهذا المنبر الاعلامي بعيداً عن الاثارة وبعيداً عن المشاحنات وبعيداً عن المزايدات، هذه الصحيفة التي لها دور ثقافي واجتماعي تضطلع به في ظل السياق الحضاري والفكري والثقافي لمكة المكرمة، فمع اطلالة فجر كل يوم يصيبنا الهلع من توقف هذه الندوة بهذه الامكانيات المتواضعة والتي لا تصل الى 3% مقارنة بالصحف الاخرى التي تمتلك القدرات الآلية والمادية التي هي الأهم، ولكن رغم كل هذا التهميش وعدم الدعم تصدر هذه الندوة المكية التي اتعبتنا وكسرت قلوبنا وبدأت تتبخر أحلامنا بعد هزتها الأخيرة، ووصلت بعزيمة واصرار الى مستوى ارضائنا رغم قلة الموارد، ولكننا كأبناء مكة نطمع الى ان نرى هذه الندوة في مستوى الصحف الأخرى ولكن يبدو ان مهنة الصحافة والتي يطلق عليها (مهنة المتاعب) قد انطبق على هذه الندوة فأتعبتنا نحن ابناء مكة، وقفزت الى ذاكرتي عندما بدأت اكتب عن الحالة التي وصلت اليها هذه الندوة والعصامية رغم ما تمر به من ظروف قاهرة واقسى هذه الظروف ابتعادنا عنها، ولكن ارادة وتصميم الزملاء زرعت وأعطت الروح، ولكني طرحت الكثير من الاسئلة بدايتها هل لازلنا لم نقدم ما يرضينا عن هذه الجريدة؟ ولم نعطِ دعمنا؟ نعم نحن ابناء مكة لازلنا مقصرين، سنظل نكتب عن هذه الندوة التي ارهقتنا وسنقف احتراماً وتقديراً للعاملين في كل وقت حتى نراها كما نريد.

من الأعماق
الدكتور مسفر بن غرم الله الدميني رئيس وحدة البحوث في كلية اصول الدين بالرياض ورئيس قسم السنة وعلومها سابقاً، تحية تقدير لكلماتك الصادقة التي تقول ان كثيراً من الناس اليوم يصدقون كل ما يسمعون من اخبار ــ لا لصدق المخبر والناقل لها ــ بل لأنها توافق هوى في أنفسهم، يتولون نشرها بكل سذاجة وكأنه لا يصيبهم شيء من الاثم فيما اقترفوه، ان تقوى الله تعالى تلزمك أن لا تتكلم الا بما تراه حقاً وعدلاً، والا كنت مشاركاً في الاثم، وقادحاً في عرض ذلك الذي نقلت الاخبار الكاذبة عنه، واشعت عنه قصصاً باطلة انت تعرف كذبها وزيفها.

وهذا الأمر ليس خاصاً بعرض اناس دون آخرين، بل يشمل الناس كل الناس، فليس لك ان تنقل او تنشر من الاخبار الا ما ظهر لك صحته، وثبت عدالة ناقله وصدقه، فأعراض الناس حرام كحرمة اموالهم ودمائهم ولا فرق، فكما انه لا يجوز لك ان تسرق مال آخر أو تهرق دمه فكذلك عرضه وسمعته وشرفه حرام عليك هو الآخر ان تطعن فيه، ولا تقل سمعت هذا من الناس ولا ادري عن صحته، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما يسمع).

الندوة 12/4/1431هـ