إهمال ذاكرة التاريخ

قصر خزام حاله حال كثير من معالمنا التاريخية التي أصابها الوهن ونالتها يد الغير، هذا القصر القيمة التاريخية الذي انطلقت منه الكثير من المعاهدات والاتفاقيات من اتفاقية التنقيب عن النفط مع شركة ساندر أويل في 29 مايو عام 1933م إلى معاهدة 1943 مع حكومة بريطانيا وغيرها من الاتفاقيات مع سورية والكويت وباكستان... إلخ، كل هذه توثق المكانة التاريخية لهذا القصر، مائة عام وهذا المعلم رمز من رموز جدة الشامخة العبقة بالأصالة، ولكن يبدو أن جدة غير في كل شيء حتى مع رموزها التاريخية.

فقد عبثت أيدي العابثين بهذا القصر وأصبح مأوى للكلاب الضالة وملاذا للمخالفين بعد أن أصبح الكثير من أشلاء هذا الرمز التاريخي يباع في ورش الخردوات، كل ذلك تحت سمع ومرأى الجهات المعنية دون أن تستجيب لنحيب واستغاثة هذا القصر.

كان تحت إدارة التربية والتعليم ثم انتقل إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار وبين الإدارة والهيئة، يا قصر لا تحزن!.

في كل بلاد العالم يهتمون بإرثهم التاريخي ويولونه العناية والرعاية ولا يسمحون للأيدي العابثة أن تقترب منه بل يصبح معلما حضاريا أو مزارا سياحيا يدر الأموال على البلد، أما عندنا فلا قيمة لكل ما هو تاريخي أو حضاري.

أقول للطالب البريطاني الذي تملكته الدهشة لحال قصر خزام لا تعجب فأنت في جدة، وما أصاب خزام أصاب أحياء كاملة فيها، وليس آخرها حريق المنطقة التاريخية الذي احترقت معه قلوب الغيورين على إرثنا التاريخي، وإنني أتساءل إلى متى يستمر مسلسل الإهمال؟، وإلى متى تبقى معالمنا التاريخية عرضة للحرائق وعبث العابثين؟!

ولعلنا نستبشر خيرا فيما صرح به صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بتحويل القصر إلى مركز حضاري ومتاحف توثق تاريخ المملكة بعد الرفع بذلك إلى مقام خادم الحرمين الشريفين.

عكاظ 12/4/1431هـ