الحلم الكبير.. وشهداء بدر
** ونحن في الطريق إلى المدينة المنورة قالت أم هاني.. كتبت الجمعة مقالك وبعدها بأيام ها نحن في الطريق لزيارته صلى الله عليه وسلم وكأنها دعوة عاجلة جاءت لنشد الرحال إلى طيبة! صمت أفكر، فعلا لم تكن هناك خطط للزيارة عندما كتبت ونشرت: سيدنا وسيد الخلق صلى الله عليه وسلم. وفجأة نبتت الفكرة وتيسرت كل الطرق إليها دون جهود تذكر بدون مبالغة! وطبعا كانت أمنية راودت نفوسنا، وهل هناك من لا يتمنى أن يزور بدعوة من سيد ولد عدنان. برمجنا الرحلة لأن نستفيد من الوقت الطويل، فعرجنا على «ثول» لنشاهد الحلم الكبير الذي تحقق: جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتقنية، طبعا لم نتمكن من الدخول لعدم وجود ترتيب مسبق وهذا جعلنا نمر أمام بوابتها ونتحسر لعدم استطاعتنا زيارتها وأيضا حسرة أشد أننا شعرنا أن الجامعة برمزها المتقدم جدا لم تستطع أن تؤثر في المنطقة وأقصد «ثول» وما حولها. إذ إن المفروض أن تكون منظومة متناغمة تعكس التقدم الذي تمثله الجامعة على البيئة المحيطة بشريا وماديا لتتناسب مع الحلم الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، لأن حلمه حفظه الله لم يكن الجامعة فحسب وإنما المنظومة كلها وإلا كان اختار موقعا آخر لها. وبالتأكيد أصبح هناك خلل كبير بين الحلم الذي تمثله الجامعة وأهدافها وبين الواقع الذي تعيش فيه، وهو واقع غير مستتر أو موارب وإنما واضح وضوح الشمس؟!. وينطبق هذا المبدأ على المنطقة التي تحيط بمشروع المدينة الاقتصادية مع الفارق في أن الأخير مشروع خاص كان ينبغي على هيئة الاستثمار أن تشترط على المستثمرين تطوير المنطقة حول المشروع وإلا ما فائدة المشاريع الكبرى إذا لم يكن لها تأثير مباشر على بيئة المكان كلها وتشمل البشر والحجر؟!
المحطة الثالثة في رحلة الذهاب كانت بدر وقد منينا من لم يذهب لزيارة شهداء بدر رضوان الله عليهم ولكن للأسف فوجئنا بسيارة شرطة عند البوابة تخبرنا بمنع الزيارة. والغرابة أن الشرطي نسب المنع إلى أمر ملكي وهو أمر غير قابل للتصديق مع الاحترام للشرطي وما يمثله.؟!!. وأرجو ألا يكون المنع للأسباب التي سمعناها لدرجة الملل!!. وفي يقيني أنه لابد من أن يكون للأمير سلطان بن سلمان أمين عام هيئة السياحة والآثار رأي في هذا. لأنه حتى المنع ينبغي أن يكون مبررا ومعلنا بكل الوسائل حتى لا يضيع الوقت سدى ويصاب الزائر بخيبة الأمل مثلنا؟!!.
عكاظ 4/4/1431هـ