أصدقاء الإدارات الحكومية بمكة...وشكراً لمعالي أمين العاصمة المقدسة...

كتبت مقالا عن شوارع مكة المكرمة قبل شهرين تقريبا، بينت فيه بعض الخلل في بعض شوارع مكة المكرمة، وأن ذلك يحتاج إلى تدخل أمانة العاصمة لإصلاحه، بعدها أجريت اتصالا بأمين العاصمة المقدسة معالي السيد الدكتور أسامة البار، وحدثته عن المقال، وبعثت له صورة منه، لأن نفسي حدثتني بأن معاليه لم يقرأه، لكثرة مشاغله وعديد ارتباطاته واجتماعاته التي يوليها معاليه اهتماما كبيرا من أجل خدمة هذه المدينة المقدسة.

فما كان من معاليه إلا أن تفاعل مع ما كتبت، وأصدر توجيهاته بإصلاح الخلل الموجود في بعض شوارع مكة المكرمة حفظها الله من كل سوء. وكذلك فعل، قبل عدة سنوات، سعادة العقيد أحمد بن ناشي مدير عام إدارة المرور بالعاصمة المقدسة، عندما كتبت عن المرور حيث قام سعادته بالوقوف شخصيا على المواقع التي ذكرتها في المقال، ووضع الحلول الناجمة من تلك المشاكل المرورية...

ومن هذه المنطلقات، أقترح على المسئولين في الإدارات الحكومة بمكة المكرمة، أيا كانت، أن تكوِّن (بتشديد وكسر الواو) لها مجموعات من المواطنين، يمكننا أن نطلق عليها جمعيات أو جماعات أصدقاء الإدارات الحكومية، بمعني أن تكون هناك (جمعية أصدقاء المرور) و(جمعية أصدقاء أمانة العاصمة المقدسة)، و(جمعية أصدقاء وزارة التجارة)، وجمعية أخرى بمسمى (جمعية أصدقاء وزارة الحج)، (وجمعية أصدقاء نادي الوحدة)... بحيث تكون لهذه الجمعيات أهداف محددة، من أهمها مساعدة الإدارات الحكومية، بالرفع لها عما تشاهده وتلمسه من خلل في أداء تلك الجهة، وتساعدها أيضا بمدها بالمقترحات والآراء التطويرية لأعمالها، على أن يختار أعضاء هذه الجمعيات الصديقة المتطوعة من أناس حكماء متخصصين في المجال الذي هم أعضاء فيه، بمعنى أن يكون من ضمن جمعية أو جماعة أصدقاء وزارة التجارة، أعضاء من التجار. على أن يكون اتصال هذه الجمعيات بالمسئول المباشر لهذه الإدارة، أي أن يقوم أعضاء جمعية أصدقاء أمانة العاصمة بالاتصال المباشر بمعالي أمين العاصمة المقدسة، كما يجب أن يكون لهم جدول زمني محدد للاجتماع بالمسئول المباشر، في موعد دوري محدد. بأن يكون مرة في الشهر مثلا، أو عندما تقتضي الحاجة.

على أن تقوم هذه الجمعيات برفع تقارير علمية مدروسة منظمة، تعتمد على الدراسات الأكاديمية، التي تجسد واقعا أو مشكلة أو تقدم مقترحا، من أجل تحسين الوضع في إدارة ما، أو تنبيه الإدارة المعينة إلى خلل ما..

وهذه الفكرة قريبة مما طرحه معالي الدكتور محمد عبده يماني بمنتدى السرحان الثقافي قبل شهرين تقريبا، حيث طلب معاليه تكوين لجان ترفع دراسات عن ما تحتاجه مكة المكرمة. حيث طلب معاليه أن تكون هناك لجان تعليمية واجتماعية لجنة صحية. والتي هي بصدد التكوين حاليا.

إن الهدف من كل هذا وذاك، هو خدمة هذه المدينة المقدسة، لتظهر بالمظهر اللائق بها، لتعكس للعالم أجمع مكانتها الطبيعية وقدسيتها التي خصها الله بها وحضارتها الاجتماعية والتاريخية، ولتكون في مكة العزيزة على قلوبنا جميعا أبهى حلة لها، فهي مدينة ليست ككل المدن، لأنها قبلة المسلمين وعاصمة الإسلام ومهبط الوحي وبها ولد المصطفى صلى الله عليه وسلم وفيها ما فيها من أماكن قدسية وتاريخية ، ولمكانتها عند المسلمين ، ولأنها تستقبل ضيوف الرحمن من كل فج عميق، ومن جميع أنحاء العالم، فيجب أن تكون مكة المكرمة المدينة الأولى حضاريا وتقنيا وتعليمياً واجتماعيا، وأن تكون الأولى التي تضم أحسن الناس خلقا وأفضلهم تعاملا، وأجملهم أدبا، وأرقهم طباعا، وأن تكون المدينة الأولى في العالم نظافة وجمالا ورقيا.

ولم لا فهي المدينة التي لها من الصفات ما ليس لغيرها، فهي تضم بيت الله الحرام وزمزم والمقام والمشاعر العظام، وبها من اختارهم الله سبحانه وتعالى ليسكنوا بجوار بيته، ومن اختارهم الله سبحانه وتعالى ليقوموا على خدمة ضيوفه من حجاج ومعتمرين وزائرين.

فأرجو من رؤساء ومديري عموم الإدارات الحكومية أن يتبنوا اقتراحي هذا بتكوين هذه الجمعيات أو الجماعات أو الوحدات لتكون لهم عينا ومعينا بعد الله سبحانه وتعالى، ولتكون رافدا مجانيا من أناس متطوعين، ليس لهم هم إلا خدمة مكة والعمل على الحفاظ على مكانة مكة المكرمة، كما يهمهم أن تظهر هذه المدينة كما أسلفت في أبهى حللها. وأيضا تقوم هذه الجماعات بتنبيه المسئولين عن الخلل والأخطاء والفجوات التي قد يتجاهلها بعض منسوبي هذه الأجهزة الحكومية، أو يتعمدون تجاهلها، بتقصير أو إهمال منهم. أو حتى بغير قصد.

أسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن يجعلنا من محبي البلد الحرام، ممن يغيرون عليه وعلى ترابه وأرضه وشوارعه وإداراته ومكانتها.

والله من وراء القصد، ويا أمان الخائفين.

الندوة 15/3/1431هـ