د. جمال وانفلونزا الخنازير!

عبر خمس مقالات علمية طبية نشرت في الآونة الأخيرة تباعا في جريدة المدينة المنورة، قدم الأستاذ الدكتور طارق صالح جمال رؤيته حول لقاح مرض انفلونزا الخنازير، حيث فند التهويل الذي صاحب ظهور المرض تفنيدا علميا وطبيا وموضوعيا، وبطريقة مقنعة وأسلوب سهل يفهمه أبسط الناس ثقافة وعلما. وقد أعجبني ما كتبه أخونا الدكتور طارق، لا سيما أنني أسمع عنه من مرضاه الذين تعاملوا معه، أنه طبيب حاذق مخلص في عمله، مطور لمستواه المهني قراءة ومتابعة واطلاعا.

وكان من أهم ما جاء في مقالاته الخمس أن لقاح انفلونزا الخنازير سبق أن جُرب عام 1976م على عدد من الناس، وأن التجربة أدت إلى حصول مضاعفات خطيرة نتج عنها وقف حملة التطعيم، وطرد رئيس مركز السيطرة على الأمراض في أمريكا من منصبه، وتساءل الكاتب قائلا: لو كان الفيروس الذي ظهر عام 2009 بقوة الفيروس الذي تسبب في وفاة الملايين عام 1918، هل كان سينتظر منظمة الصحة العالمية وشركات الأدوية ستة شهور لتحضر تطعيما ضده؟، مشيرا إلى مرور الشتاء على الجزء الغربي من الكرة الأرضية ولم يحدث شيء مما تم توقعه من كوارث ووفيات هائلة، مؤكدا أن فيروس الانفلونزا الموسمية أقوى وأكثر شراسة من فيروس انفلونزا الخنازير، وأن ذلك ما لمسه شخصيا كطبيب متخصص في أمراض الجهاز التنفسي والأنف والحنجرة، خلال موسمي رمضان والحج الماضيين اللذين لم تحصل فيهما إصابات تذكر، على الرغم من تزاحم الملايين ولساعات طويلة في الحرمين الشريفين وفي المساكن، الأمر الذي يهيئ لانتشار أي مرض معدٍ.

وأشار الكاتب إلى ما ظهر من تناقض واضح في تصريحات مسؤولين في أجهزة الصحة في الغرب والعالم العربي حول اللقاح ومدى مأمونيته، مما يلقي بظلال قاتمة من الشك على اللقاح نفسه أدت إلى انصراف معظم الناس عنه، بعد أن تلهفوا عليه وناشدوا وزارة الصحة بتأمين ملايين الجرعات منه، حتى غدت الكميات الموفرة قابعة في مستودعات وزارة الصحة التي تحاول الآن وقف توريد ما بقي من الكمية المتفق عليها مع الشركات المصنعة، إن استطاعت إلى ذلك سبيلا!. ولن يلوم عاقل وزارة الصحة على أنها استجابت للمطالبات بتوفير اللقاح لجميع السكان، ولكن اللوم يقع على المرجفين سواء كانوا في أجهزة الإعلام أو كانوا في أجهزة صحية عربية أو عالمية!.

والحاصل والفاصل أن قاعدة: «التجربة أكبر برهان» تنطبق على ما صاحب مرض انفلونزا الخنازير من تهويل، ودعاية، ودعاية مضادة. والحمد لله الذي وقى البلاد والعباد، والحاج والداج، والمسافر والعابر من انفلونزا الخنازير، شاكرا للدكتور طارق جمال ما كتبه، مؤكدا إعجابي بروحه وخلقه وعلمه. والله الموفق.