المبدع عبداللـه دبلول
كنت أسمع دائماً ان هناك اعداءً للنجاح، وتمر العبارة مرور الكرام، وتجول في خاطري العديد من الاسئلة التي لا أجد لها اجابة، ولكني تيقنت واصبح ذلك الوهم حقيقة على أرض الواقع.
تأكدت ان هناك بشراً يتخذون من النجاح والابداع والتفوق عدوا لهم ويحاربون ذلك بكل الوسائل التي يعرفونها والتي لا يستخدمها غيرهم لأنهم يدركون ان النجاح له مردود مع ان الابداع وذلك النجاح يكون لهم منه نصيب كبير، ولكن نفوسهم المريضة تتصدى للمخلصين الذين حققوا ما لم يحققه غيرهم.
فهذه الفئة من البشر لا يعرفون ان الضمير الانساني هو مرآة يجب ان تنعكس عليه شخصياتهم وان الضمير هو الحكم الاول والاخير بينهم وبين أعمالهم، فتراهم يتضجرون ويتذمرون لنجاح صديق او غيره، فهم يحتاجون الى اعادة تأهيل بكل الاشكال حتى يسترجعون انسانيتهم ويصحو خور ضمائرهم، من زرع الأشواك وعرقلة من كتب لهم النجاح المولى، الذين كانت ارادتهم وتصميمهم وتحديهم لكل الظروف عاملاً أساسياً لنجاحهم لأن رسالتهم رسالة خير وتفان وصدق واخلاص وضمير يقظ حي، واحساس بعمق الهدف ونبل الغاية.
القنوات الفضائية بعضها مدعاة للنقاش الإعلامي المستفيض في واقع الاعلام المفتوح، وهذه القنوات ليست هادفة وليس لها قيمة، لأن القائمين عليها لا يدركون ان الإعلام هو انعكاس للخبر والحدث وتصفية تحليلية وواقعية وموضوعية، ولكن يعتقدون ان هذه القنوات لتصفية الحسابات أو لتأجيج النعرات، وفي رأيي أن هذه القنوات مثل العروض لا تحترم فكر المشاهد وكرامته، وحري أن تتوقف مثل هذه القنوات لأنها باتجاه المنحى الضيق.
انه من المكيين وهو أحد نبتات مكة المكرمة البلد الأمين، عرفناه بالوفاء، وبالحب لهذا المكان المقدس جاءت كل قصائده فيها شوق وولاء ومسكونة بالعطاء لهذه المدينة، أنشد لمكة وأهل مكة وذكرنا بتلك الذكريات والماضي الجميل، يقول ــ مكاوي ــ يعني ابن حارة أصيل ــ مكاوي ــ وطبعي حلو وجميل ــ مكاوي للحجي دليل، رجال عالي الهمه.. رجال تحفظ الذمة ولا مائة ألف كلمة.. ما توفي أهل مكة.
هذا الشاعر الذي يسكن حي الهجلة وتسكن كما يقول مكة في قلبه وروحه ونسيجه، يقول المبدع عبدالله دبلول ــ ان التراث المكي عبارة عن (بلورة اثرية) تحوي بين حناياها وروداً وزهور حدائق تراث العلم، فمكة مجمع التراث، فكل من جاء الى مكة يحمل معه اطهر وأنقى ما في تراثه.. ينقله اليها على رفيف الشوق، يا عبدالله أمتعتنا بتلك الصور والمشاهد التي تميزت بأهميتها التاريخية والثقافية والاجتماعية، فأنت حمل صدى السنين وروائع الذكريات وبهيج الأشجان، فأنت بشهامتك وكلمتك الحلوة، وقد تجسدت فيك كثير من سمات الواجب.
الندوة 17/1/1431هـ