لا تكونوا عليهن مع الزمان

شعرت بأسى شديد وأنا أقرأ رسالة جاءتني من مواطن ولي أمر طالبة كفيفة البصر يطلق عليها وعلى أمثالها من باب التفاؤل صفة «مبصرات»، لأنني وجدت في الرسالة معاناة إضافية تلاقيها هؤلاء الكفيفات البصر وأولياء أمورهن تزيد من صعوبة الحياة وقسوتها ضدهن، وكانت الرسالة تتحدث عن مجموعة منهن يدرسن في المتوسطة والثانوية «الخمسون» في مكة المكرمة، وهن يشتركن في المدرسة نفسها مع طالبات ينعمن بنعمة البصر، ولكن دخول جميع الطالبات من مدخل واحد يؤدي إلى زحام يؤذي أحيانا الطالبة الكفيفة التي يزاحمها في الدخول مايزيد على خمسمائة طالبة ممن أنعم الله عليهن بنعمة البصر، وربما بسبب جهلهن وصغر عمرهن لا يلاحظن ما يسببه تزاحمهن من حرج وأذى لأخواتهن وزميلاتهن من كفيفات البصر، فلو جعل للمدرسة مدخلان يخصص أحدهما للكفيفات لكان في ذلك رحمة بهن، والأمر نفسه يتكرر خلال تناول وجبة الإفطار المسموح بها حسب النظام المدرسي حيث تتسابق الطالبات على مقصف المدرسة فيغلبن الكفيفات وربما ينقضي زمن الفسحة الكبرى، دون تمكنهن من شراء وتناول الوجبة فيعدن إلى فصولهن بلا وجبة.

ولا يقتصر الأمر على ما ذكر بل إن التزاحم وقت صلاة الظهر يحصل عند دورات المياه فلا تجد الكفيفة من يرحمها ويأخذ بيدها حتى تتوضأ لتحضر الصلاة مع زميلاتها قبل استئناف الحصص الأخيرة من اليوم الدراسي، أما عند الخروج من المدرسة فإن الطالبة الكفيفة تحتاج إلى من يأخذ بيدها من باب المدرسة حتى سيارة ولي أمرها لكي لا تتعرض للدهس أو التعثر وهي في طريقها إلى السيارة، ولكن عدم وجود مواقف خاصة لسيارات أولياء أمور الكفيفات يجعل من الصعب عليهم ترك سياراتهم والترجل منها لاصطحاب البنات الكفيفات فإن فعل الواحد منهم ذلك وجد من يخاصمه من أصحاب السيارات الأخرى لأنه عطله عن الحركة والخروج لاسيما أن الشارع الذي فيه المدرسة الثانوية الخمسون ضيق بما يزيد من إعاقة حركة سيارات جميع أولياء الطالبات..

وإنني من واقع ثقتي في الإخوة المسؤولين في الإدارة العامة لتعليم البنات أتمنى منهم أن يهتدوا إلى حلول عملية بسيطة تريح المكفوفات وأولياء أمورهن حتى لا نكون نحن والزمان عليهن!؟.

عكاظ 10/1/1431هـ