لن أتطعم!؟
ظهر الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو يأخذ حقنة تطعيم ضد انلفونزا الخنازير .. ربما لإقناع شعبه بأن اللقاح آمن أو لأنه يريد حماية نفسه من المرض، بعد أن أصبح واثقا من مأمونية اللقاح، ومن قبل الرئيس الأمريكي ظهر وزير الصحة السعودي وهو يلقح نفسه وابنته ضد المرض، ولكن ذلك كله لم يجعل «الشعب» يطمئن إلى اللقاح وبدلا من ذلك أعطوا آذانهم الكبيرة والصغيرة لما ينشر على شبكة الإنترنت من أقاويل تحذر من المضاعفات والآثار الجانبية للقاح حتى بلغ الأمر بطلاب صغار في المرحلة الابتدائية أن يقول واحد منهم لوالده: إذا كتبت على ورقة التطعيم أنك موافق فلن أذهب إلى المدرسة حتى لو قطعتني «حتت»! أو أضيع الورقة قبل وصولي إلى المدرسة فإن سأله والده عن سبب رفضه القاطع للتطعيم أجابه قائلا: يقولون إن الذي يأخذ التطعيم لن ينجب أطفالا إذا كبر وتزوج وأنه ربما يصبح معوقا مثل ولد الجيران؟! فمثل ذلك الطفل تأثر سلبا بما تم تداوله على الألسنة وعبر الإنترنت من «هرطقات» زعم مروجوها أنها معلومات طبية حتى أصبحت نسبة الإقبال على التطعيم أقل من واحد في المائة لاسيما في ظل انحسار أعداد الإصابات بالمرض والمتوفين بسببه عالميا وإقليميا ومحليا، فوقر في نفوس الناس أن الحاجة إلى التطعيم ضد الوباء لم تعد ملحة فلماذا يخاطر الإنسان بنفسه أو بولده فيطعمه مع وجود أقاويل عن أعراض جانبية بعضها خطير؟
وهكذا انتقل الوضع من هلع من المرض إلى خوف من التطعيم ضده، وساعد على ترسيخ هذا الوضع عدم وجود تأثير إيجابي للحملة الصحية المصاحبة لانطلاق عملية التطعيم، ولا أعلم عما سوف تفعله وزارة الصحة بنحو عشرة ملايين عبوة تطعيم قيل إنه تم التعاقد مع شركات أدوية لتوريدها بمئات الملايين من الريالات وهل هي أدوية قابلة للتخزين لشهور أو أعوام مقبلة ريثما يقتنع المجتمع بالتجربة أن اللقاح آمن، أم أنه دواء غير قابل للتخزين لمدة طويلة، أما السؤال الأكبر فهو عن أسباب فقدان كثير من الناس للثقة وتصديقهم لأقاويل المواقع الإلكترونية؟
عكاظ 9/1/1431هـ