صور من الماضي عن لصوص الأراضي

سمعت من خلال مشاركاتي الاجتماعية والصحفية والإدارية على مدى عدة عقود حكايات عن فئة أصبح يطلق عليها عرفا مسمى «لصوص الأراضي» وهي فئة أشد وأخطر وأنكى على البلاد والعباد من بقية فئات اللصوص، وكان من تلك الحكايات ما يلي:

أولا: يقوم بعض هؤلاء اللصوص بتسقط أخبار المشاريع الجديدة فإذا علموا بمساراتها سارعوا إلى وضع اليد على تلك المسارات إما عن طريق ادعاء الإحياء أو أن لديهم وثائق قديمة بتملك الموقع، وتكون بعض الوثائق حديثة الولادة ولكنها توضع في الشمس حتى تصفر ويكون لها تاريخ قديم وتوضع عليها أختام وتواقيع بلا أسماء وأسعار بالريال المجيدي نسبة للسلطان العثماني عبد المجيد، أو بجنيه جورج الخامس عشر، فإذا وجدوا من يعينهم في المحاكم على إثبات ما ادعوه أصبح لزاما على الجهة المنفذة للمشاريع تعويضهم بعشرات أو مئات الملايين مما سينزع من ملكياتهم المزعومة لصالح تلك المشاريع والباقي من المساحة يباع فيما بعد قطعا سكنية أو تجارية بعد أن تصبح المنطقة حية بعد تنفيذ المشاريع بها أو مرورها عليها.

ثانيا: ومن هؤلاء من يسمع عن وجود مشروع ويحضر اجتماعا لبحث ذلك الأمر فيشير إلى أنه توجد لديه أرض شاسعة المساحة خارج المدينة أو المحافظة، وأنه مستعد للتبرع بجزء منها للمشروع مع أنه في حقيقة الأمر ليس لديه أرض شاسعة ولا حتى غير شاسعة، وإنما تكون عيناه على أرض بيضاء لم تصل إليها يد أحد غيره عن طريق ما يسمى بالإحياء فيدعي أن الأرض في حوزته فإن قبل منه التبرع بجزء منها ومضت الحيلة ثبت له الجزء الباقي من الأرض مع إسماعه الكثير من كلمات الثناء على سخائه وكرمه.

ثالثا: ومنهم من يرث رضما أو قاعات على طرف واد أو شعب ثم يمدد ما ورثه ليشمل الوادي أو الشعب كله، وحتى يثبت ملكيته لما وضع عليه من مساحات تزيد ألف مرة عما ورثه يبيع جزءا من الوادي إلى شخص نافذ يستطيع الحصول على صك تملك لما اشتراه فإذا تم ذلك واعترفت جهات الاختصاص بالجزء المباع الذي أصبح له صك سهل على اللصوص إصدار صك بمساحة باقي الأرض ومن ثم تخطيطها وبيعها في مخطط .. هذه بعض الحكايات عن لصوص الأراضي .. أما الحكايات الأخرى فلا علم لي بها.

عكاظ 7/1/1431هـ