د. باسلامة.. مبروك جالك ولد

رزق الأستاذ الدكتور الأديب الصديق عبدالله حسين باسلامة بمولود جديد. وكما يعلم الجميع، فإن تخصصه هو نساء وولادة فنبارك له بالمولود الجديد الذي جاء من غير أم وليس له عظم ولا دم فهو مولود من ورق وحبر وفكر.. وقد أهداني الصديق العزيز المبدع دائمًا مولوده الجديد وهو كتاب “من الصور نستوحي الكلمات” وهو كتاب عرَض فيه مؤلفُه عشرات من الصور التي استوحى منها افكاراً ذات دلالات ومعانٍ، وعرض فيه حقائق علمية ذات صلة بكل صورة وردت بالكتاب.

وقد سررت بما تضمنه الكتاب من تسجيل للاحداث وللذكريات العطرة التي مرت بنا واعادتنا الى سالف الايام، وذكرتنا بأحداث لا يزال صداها يرنّ في آذاننا.

وانصح بقراءة هذا الكتاب فهو تجسيد لفكرة جديدة، وفيه امتاع لا يضاهيه امتاع.

وعندما اطلعت على صورة مبنى المستشفى الجامعي بجدة، تمنيت لو وضع الصديق العزيز صورة أول مبنى جامعي بنيناه من المباني مسبقة الصنع ليظهر الفرق بين نقطة البداية والجهود الرائعة التي بذلت بعد ذلك واثمرت عن هذا المبنى الضخم المتكامل الذي ظهرت صورته في الكتاب خاصة وأنه هو من قاد مسيرة هذه الكلية ونجح في اختيار صفوة من الرجال والنساء الذين أوصلوها إلى ما وصلت إليه من مستوى رائع، وذكّرني بجهد استاذنا الدكتور رضا عبيد الذي كان خلف توفير المبالغ التي انفقت على المستشفى، وقرأ على وزارة المالية حتى اعتمدت له كل ذلك، وقد فرحت بالصورة التي ضمت اول مجموعة من الاطباء الذين تخرجوا من تلك الكلية.

وسررت لوفاء الصديق العزيز لبعض الرجال الذين ساهموا معنا في البدايات الاولى ومنهم الدكتور عمر اسعد يرحمه الله الذي وصفه اخي عبدالله بأنه رجل من ذوي البصمات الانسانية، فقد كان الدكتور عمر اسعد رجلاً كريماً فاضلاً ترك بصمة لا تنسى في خدمة هذا الوطن، وكان أول رجل ابعثه الى وزارة المالية والاقتصاد الوطني لمناقشة موضوع دعم كلية الطب بالجامعة، وكان صبوراً محتسباً فجزاه الله كل خير وتغمده برحمته.

الكتاب مليء بالصور المعبرة عن موضوعات متنوعة فمنها صور عن تاريخنا الاسلامي كصورة الكعبة وغار حراء وجبل النور وجبل ثور وعرفات وهناك صور ذات صلة بجغرافية هذه البلاد وأخرى لشخصيات قدمت خدمات جليلة لبلدها، وصور أخرى من انحاء العالم تبرز المساهمات في التقدم البشري والانساني، وغير ذلك من الصور التي تعالج شؤونا طبية.

قيمة الكتاب ليست في الصور النادرة التي احتواها فحسب، وإنما فيما استوحاه صديقنا العزيز منها وما اضاف إليها من فكر ومعلومات قيمة تجعل الكتاب فريداً من نوعه غزيراً في معلوماته جديراً بان يُقرأ ولمؤلفه خالص التقدير على ما بذل من جهد واسأل المولى الكريم ان يوفقه في نشاطه الدائب لتقديم كل ما هو مفيد وممتع.

المدينة 7/1/1431هـ