سد لحماية الجامعة؟
لفت انتباهي خبر نشرته الصحف المحلية قبل أيام عن تحذير المجلس البلدي في مكة المكرمة من إمكانية تعرض مباني جامعة أم القرى في العابدية لسيل جارف خلال الأعوام القادمة لأن مباني الجامعة تقع في وادي نعمان الذي يبدأ من منطقة الكر ويمتد غربا لعشرات الكيلات بما في ذلك الموقع الذي يحتضن الجامعة في العابدية، حيث دعا المجلس إلى وجوب القيام بإجراءات احترازية لمنع الأضرار الوخيمة من السيل الجارف المتوقع، وعلى الرغم من أن هذا التحذير قد جاء متأخرا جدا وبعد أن قامت عدة مبان شامخة للجامعة كلف بناؤها مئات الملايين وأصبحت تلك المباني مكتظة بالطلاب والمدرسين والإداريين إلا أن من الواجب البدء في القيام بعدة عمليات وإجراءات احترازية، ومنها على سبيل المثال إنشاء سد قبل موقع الجامعة بمسافة لتجميع مياه السيول والأمطار فيه أو عدة سدود صغيرة عند كل شعب من شعاب وادي نعمان لمنع تجمع مياه السيول واندفاعها إلى بطن الوادي الذي تقع فيه مباني الجامعة، كما يمكن تنفيذ مجار صناعية للسيول تتفادى مساراتها موقع الجامعة، وتنقلها إلى ما بعدها باتجاه الصحراء أو البحر وبطريقة هندسية مقننة تمنع أضرار تلك السيول عن المزارع والمساكن والقرى التي تلي موقع الجامعة غربا، وبما يراه المهندسون المدنيون مناسبا لتفادي تعرض مباني الجامعة لسيل عرم.
ولعل من المناسب تذكر أن موقع الجامعة في الأصل كان مقترحا ليكون في منطقة الشميسي بين مكة المكرمة وجدة. وقيل يومها إن ذلك الموقع يخدم طلاب أم القرى وجدة والطائف حيث يمكن لأبنائهما المجيء إلى الموقع عن طريق «الخواجات» وأنه يمكن لجزء من مباني الجامعة أن تقع في الحل فيدرس فيها ويعمل دكاترة غير مسلمين وأن وجودها على طريق مكة ــ جدة سيجعلها معلما حضاريا بين المدينتين، ولكن كل تلك المحاسن اختفت عندما تقرر أن تكون الجامعة في العابدية وعلى أرض ممنوحة لمواطن باع جزءا من منحته للجامعة وكانت مساحة الجزء الذي باعه خمسة عشر مليون متر مربع قدر ثمنه بمئات الملايين..
وعلى أية حال فقد حصل ما حصل وطارت الطيور بأرزاقها وقامت مباني الجامعة أو معظمها ولم يبق إلا تفادي المخاطر المتوقعة بإجراءات واحترازات نأمل أن تتم وأن تكون كافية!!.
عكاظ 4/1/1431هـ