الأيام الخضراء .. وحليب أول العام
اليوم أول العام الهجري الجديد .. اسأل الله ان يجعله عام خير وبركة وسعادة وفي الحجاز هناك عادة ولدينا في مكة المكرمة " امل ان لا اجد من يقول انها بدعة" هذه العادة هو اننا نبدأ صباح اول يوم العام الهجري الجديد نتناول الحليب تفاؤلاً بأن تكون ايام العام كلها بيضاء لاسواد ولاغمة فيها كما ان هناك من الاسر من تحرص إلى اليوم على ان يتناولوا في غداء اليوم الاول الخضار "الخضراء" تفاؤلاً باللون الاخضر ولهم في ذلك الكثير من الاسباب .. لكن الناس اصحبت الايام لديهم بدون حساب واعتقد ان هذا الأمر حديث عهد لايزيد عن العقود الثلاثة الماضية والتي مضت تحمل معها الكثير من التغيير في العادات والتقاليد والانفتاح الذي يزداد يوماً بعد يوم ومثال لذلك أن ايام العيد تتواصل من محرم وحتى آخر شهر وهو الحجة دون توقف ودون ان نشعر بها وهو مالم يكن في السابق حتى نسينا او تناسينا الكثير من العادات الجميلة في الكثير من اشهر العام سواء في رمضان او العيد او الحج وهو ما كنا نشعر به بين اسرنا في الماضي ولا يراه ابناؤنا من جيل اليوم والذين أصبحوا يعيشون حياة مادية" ماسخة" أيامها متشابهة لاجديد فيها وشخصياً ارجع الاسباب الى ان الحياة اصبحت متكلفة ومكلفة وزادت الابتعاد بين اللناس وظهرت الفوارق مابين القادر وغير القادر الامر الذي لم يكن في الماضي مع التآخي والتآلف بين الناس حتى الغرباء فما بالك بالاقارب والجيران والاصدقاء.
الكثير منكم يذكرون العام الماضي الذي انتهى امس الى غير رجعة بتفاصيل ايامه ان لم يكن ساعاته وهو ما يؤكد هذه السرعة وهذا الركض والسباق والتنافس على جمع اكبر قدر من المال ومن المراكز ومن المكاسب وبعد ان توفرت الاموال في ايدي الناس لم تُسخر لأن تكون سبباً في التقارب بل ابتعدوا عن ما كانوا عليه في السابق.. يمضي العام ونتذكر عدداً من الاقارب والاصدقاء والاحباء الذين لانجدهم بيننا فقد غادروا هذه الدنيا حتى اننا لانستطيع ان نحضرهم بسرعة ويحتاج الامر إلى شئ من الوقت اتذكر الآن من الاحباء هاني فيروزي وعصام رواس واستاذنا عبد الله بن همام والاستاذ عبد الله بوقس واستاذنا عبد الله المشاري والشيخ راشد السعيد والشيخ سعود عاشور والسيد طلعت بافقيه وأ.د. ناصر الحارثي وشقيقة صديقنا محمد الحساني ومن حارتنا القديمة السيدتان رحمة مغربي وجميلة باسكران والشيخ جعفر ثابت و و و رحمهم الله رحمة واسعة ذهبوا خلال العام الماضي وغيرهم ممن نعرف وممن لانعرف الكثير ومضى على وداع احباء العام الثاني السيد عبد الله جفري ود. عصام قدس و و و و ومن فقد والديه او احدهما يتذكر كم من السنوات مضت بعد مغادرتهم .. وحضرنا الكثير من الافراح والمناسبات السعيدة في ذات الوقت لقد بدأنا بالحليب والأيام الخضراء وانتهينا بمن غادر من الاحياء وكأن العام والأيام تحمل الجميل والسعيد والفرحة والبهجة والسرور في بعض ايامها لكنها في المقابل لايمكن الا ان تحمل الألم والفراق والبعد والتأسي في ايامها وساعاتها .. جعل الله ايامكم افراحاً وابعد عنكم الاحزان.
وكل سنة والجميع بألف خير
البلاد 1/1/1430هـ