الأقاويل حول فلل الإسكان!
تمثل فلل الإسكان البالغ عددها ألفا وستمائة فيلا الواقعة عند مدخل العاصمة المقدسة قمة من قمم الإهدار للمال دون مساءلة أو محاسبة، فهذه الفلل التي بنيت لتوزع على ذوي الدخل المحدود وتم الانتهاء منها بلا تشطيب وإنما «عظم» فقط بقيت كذلك نحو عشرين عاما كل عام ينطح العام الذي يليه وكلما ثارت أسئلة صحفية حولها جاءت الأجوبة بأن الفلل ستوزع قريبا على المستحقين ويتضمن الجواب في كل مرة معلومة مختلفة عن معلومة سابقة أدلي بها ردا على سؤال سابق فمرة يكون الجواب هو أن الفلل ستوزع حسب حالتها الراهنة ليتولى المستفيد تشطيبها وإكمالها على نفقته بحيث تحتسب الفيلا مقابل القرض الذي يقدم له من بنك التنمية العقارية ومرة يقال إن شركة متخصصة في البناء سوف تقوم بإكمال فلل المشروع ثم توزع على من وصلتهم السرا من طالبي القرض العقاري ومرة ثالثة يقال إن الفلل سوف تباع في المزاد العلني على من يرغب في شرائها بغض النظر عما إذا كان من محدودي الدخل وهم الذين نفذ المشروع باسمهم ولمصلحتهم أو كان تاجر عقار يشتري ويبيع ليكسب أو أنه كان من الهوامير أو السواطير الذين لديهم فلل وعمارات ولكن عيونهم تضيق وتتسع ثم تضيق مما يجعلهم يتلهفون على ضم فلل الإسكان إلى عقاراتهم فإذا سألهم سائل على أسباب تزاحمهم مع ذوي الدخل المحدود على فلل الإسكان مع أن لديهم الخير قالوا: نريد شراءها حتى نزوج فيها عبودي؟!
أما فلل الإسكان نفسها فإن منظرها من الخارج أصبح منظرا يثير الشفقة فهي مهجورة مهملة تصفر فيها الرياح وتعشعش فيها الطيور الجارحة وتتجول فيها الكلاب والقطط الضالة، بل ربما يتخذها بعض الأشقياء أوكارا مؤقتة في جنح الليل أو هدأة الظهيرة كل ذلك يحصل في ظل وجود آلاف من أبناء أم القرى المحتاجين إلى تلك الفلل لتصبح سكنا خاصا لهم وبعضهم في سرا البنك منذ نحو عشرين عاما لعل القرض يصل أو يكون له نصيب في إحدى فلل الإسكان، ومما يؤسف له أنه لا توجد جهة حكومية معينة يمكن اللجوء إليها لسؤالها عن سبب بقاء فلل الإسكان معطلة .. جهة يمكن أن تقدم للسائلين جوابا صادقا .. فكل ما قيل حتى الآن مجرد أقاويل في أقاويل؟!
عكاظ 19/12/1430هـ