الكلية الدولية والخبير العالمي؟!
كنت أسير ذات يوم في شارع فرعي في مكة المكرمة فشاهدت مبنى صغيرا على ربوة وقد وضعت عليه لوحة تشير إلى أن المبنى مقر لكلية أطلق عليها اسم «الكلية الدولية» إلخ..، فتساءلت بيني وبين نفسي هل يعني هذا الاسم الضخم الفخم أن تلك الكلية قد شارك في إنشائها عدد من الدول المستقلة ولذلك أصبحت كلية دولية، أم أن ذلك المسمى جاء نتيجة اعتراف منظمات دولية بها مثل الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الصحة العالمية ونحوها من المنظمات الدولية التي سميت دولية لأن العديد من دول العالم تشارك في عضويتها، فهل تلك «الكلية الدولية» تتمتع بعضوية دول كما هو الحال بالنسبة لما ذكر من منظمات دولية كبرى أم أن التسمية جاءت نسبة إلى النعجة المستنسخة البائدة «دولي؟!»، وقد خرجت من تساؤلاتي الآنفة الذكر صفر اليدين لأن تلك الكلية الدولية لا علاقة لها بأية دولة وقد لا تعترف بها وبخريجيها دولة المقر نفسها ناهيك عن اعتراف الدول والمنظمات الدولية الكبرى بها وبمناهجها وخريجيها، فكيف تجرأ القائمون عليها فأطلقوا عليها هذه التسمية المهيبة وهل وجدوا من الطلبة من يصدقهم حتى إذا تخرج طالب «ملفوح» من الكلية سار مثل الطاووس وتوقع أن تتهافت عليه مستشفيات بوسطن وكليفلاند أو على الأقل تخصصي الرياض ولم لا أليس هو قد تخرج من كلية دولية؟!
أما ثانية الأثافي فهي لقب الخبير العالمي الذي بدأ يظهر في الإعلانات عن الدورات المقامة داخليا في مجال التطوير الإداري وتنمية المهارات، فقد أصبح يرافق كل إعلان تجاري عن وجود دورة من هذا النوع التبشير بأن مدرب الدورة سيكون الخبير العالمي «أبو جلمبو»، أما من أعطاه تلك العالمية التي لم نسمع بها ولم نقرأ عنها من قبل فذلك السؤال زائد فيه الكثير من التطفل، وهكذا تبتذل الألقاب الدولية والعالمية وتصبح أرخص من التراب ما دام أن حاملي تلك الألقاب البراقة والمسميات الخفافة يجدون من يصدقهم أنهم دوليون وعالميون مع أنهم غير معروفين حتى في جرول القبة!!
عكاظ / الجمعة 17/12/1430هـ