هل يعتذرون؟!
آمل من «كتاب الخفة» وهم يعرفون أنفسهم حق المعرفة، أن يقدموا اعتذارا كتابيا لمجتمعهم الذي أفزعوه بالتهويل الذي قدموه له من خلال مقالاتهم التي تحدثت عن مرض انفلونزا الخنازير وعن توقعاتهم المريضة بأن الوباء سوف لا يبقي ولا يذر إن أصرت وزارة التربية والتعليم على فتح المدارس، أو سمحت الدولة بقدوم ضيوف الرحمن للعمرة في رمضان أو للحج في الموسم، حتى نادى بعض كتاب الخفة في حينه، بمنع أداء المناسك بقرار رسمي تطلبه هذه الدولة من حكومات الدول الإسلامية.
والحمد لله أنه لم تجد دعواتهم تلك آذانا صاغية من قبل جهات الاختصاص وولاة الأمر، بل كان موقفهم الجيد أن تواصل الدولة القيام بمسؤولياتها نحو ضيوف الرحمن القادمين للحج أو العمرة مع الأخذ بالأسباب والاحتياطات اللازمة، حتى نالت تلك الإجراءات إعجاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما فصرح بالثناء عليها في كلمته التي وجهها إلى العالم الإسلامي بمناسبة عيد الأضحى المبارك حسب ما نشر في وسائل الإعلام.
نعم إن من واجب كتاب الخفة أن يعتذروا عما سببته مقالاتهم من لغط وتخويف أقلق الرأي العام على مدى شهور عديدة من هذا العام وأثر على نفسيات الطلاب وأسرهم قبل بدء الدراسة. بل وأثرت أراجيفهم على جزء من الاقتصاد الوطني في منطقة مكة المكرمة حيث استغلت بعثات الحج تخوف ملاك العقار من عدم مجيء حجاج ومعتمرين في موسمي الحج والعمرة أو وجود نقص حاد في أعدادهم، لكي تفرض أسعارا ورسوما متدنية على المساكن مع أن موسم العمرة لم يتأثر إلا بنسبة بسيطة وموسم الحج لم ينقص فيه عدد حجاج الخارج إلا بنسبة سبعة في المائة حسب الإحصاء الرسمي لأعداد حجاج سنة 1430هـ ، بينما ساهمت الأراجيف الإعلامية في وجود انخفاض في إيجارات بعض العقارات المخصصة لسكن الحجاج بنسبة تصل إلى خمسين في المائة من قيمتها في السنة الماضية الأمر الذي سوف تنشأ عنه قضايا حقوقية عديدة سوف تشهدها المحكمة العامة في أم القرى خلال الأسابيع القادمة.
فاعتذروا يا كتاب الخفة عن تعجلكم ومبالغتكم في معالجة موضوع انفلونزا الخنازير لأنكم فعلتم ذلك بلا روية وضربتم ما وصلكم من آراء جهات الاختصاص في وزارة الصحة وأصحاب الخبرة من الأطباء عرض الحائط، وتعلموا من هذا الدرس البليغ!.
عكاظ 16/12/1430هـ