فخر أمين جده!
فتشت عن أمين جدة في مئات الصور التي نشرت في الصحف ومواقع الإنترنت عن كارثة جدة فلم أجده، تماما كما لم أجده من قبل في مشكلتي حرق المردم وبحيرة الصرف وكل كارثة تحل بجدة!!
لكن معاليه كان حاضرا على صفحات الورق في تصريح نشرته «عكاظ» حاول فيه إلقاء المسؤولية على من سبقوه وكأنه تولى المسؤولية قبل يومين وليس قبل ألفي يوم، تذكرت من سبقه عندما اعتمر قبعته وارتدى جينزه ونزل إلى الشوارع الغرقى وصفقت له طويلا، فعذرته على بقائه في مكتبه وتمسكه بثوبه و شماغه، لأنني اكتشفت أن القبعات والجينزات والوقوف على ضفاف الشوارع الغارقة والتقاط الصور الملونة لم تحل مشكلة غرق (شارع) بالأمس حتى تحل مشكلة غرق (حي) اليوم!!
كنت أتمنى أن يتحلى معاليه بالصراحة والشجاعة، ليضع أصبعه في عين المشكلة، ليظهر بمظهر المسؤول الذي يدرك أبعادها، ويزرع الثقة في النفوس المضطربة والمكلومة في الأرواح والأموال بدلا من محاولة التنصل منها، فإذا كان من سبقوه؛ ابتداء بمهندس المجاري الغائبة، وانتهاء بمهندس الوعود البراقة، مرورا بمهندس (نكبة) الوقت الضائع من عمر (جدة)، قد وضعوا القواعد المتآكلة التي قامت عليها المدينة الهشة، فإن محاولة دفع الأحياء العشوائية لتكون في واجهة الحدث لتخفي وراءها مآسي غرق العديد من الطرق والأحياء حديثة التخطيط التي تفضح الفشل والقصور لم تكن أكثر من محاولة يائسة لإخفاء شمس المسؤولية بغربال الإهمال والتقصير!!
لقد كان معاليه يفاخر دائما بأنفاق طريق الملك عبدالله ويضعها على رأس إنجازاته، فهل سيفاخر بها الآن كبرك للسباحة أم كخزانات للمياه؟!
عكاظ 13/12/1430هـ