مأساة جدة المتراكمة

تجمعت عدة عوامل وأسباب لتصنع مأساة جدة، وهي أمور تقف خلفها عدد من الجهات ولم يكن ما حصل وليد هذه الأيام، بل هو نتائج تراكمية لسنوات عديدة نتيجة الأخطاء، ويمكن إجمال تلك العوامل والأسباب والنتائج المتراكمة فيما يلي:

أولا: الإسراف فيما يسمى بالأحياء، وإعطاء صكوك لواضعي أيدهم على الأراضي البيضاء ليصبح من حقهم بعد ذلك الحصول على صك إنشاء وإقامة أحياء عشوائية، إضافة إلى وجود من لم يستطع الفوز بصك إحياء، فيعمد إلى البناء العشوائي بلا ترخيص ولا مواصفات؛ مما يجعل البناء هشاً وآيلا للسقوط عند تعرضه لمياه الأمطار أو لأي عارض آخر، وكل ذلك كان يحصل تحت سمع أمانة جدة خلال فترات وسنوات طويلة.

ثانياً: السماح بالبناء في مسارات السيول في الأودية والشعاب بعد اعتماد مخططات تقع أراضيها في بطون الأودية؛ مما جعل السيول تتحول إلى الشوارع وتدهم المساكن بعد أن فقدت مساراتها الطبيعية، وهنا تبرز عدة أسئلة عن المسؤولية المتصلة بتملك تلك المواقع التي حولت إلى مخططات ومسؤولية اعتماد تلك المخططات لأن من اعتمدها يعلم خطورة موقعها وأنها ستسد مجاري السيول عند بنائها، ولكن كل ذلك لم يحل دون تملك المخططات وبيعها قطع أراض، وتحويلها إلى حي سكني ثم بعد ذلك يكون السكان ضحايا لسيل جارف، أو تكون ما بعد ذلك المخطط الساد لمجرى السيل، من أحياء ضحية للسيول الجارفة، أما الضحايا فليس لهم بواك؛ لأن المسؤولية موزعة بين أكثر من جهة والأخطاء قديمة وتتصل بتواريخ سابقة، وعفا الله عما سلف.

عكاظ 13/12/1430هـ