الآن حصحص الحق!
عندما قامت الدولة وفقها الله ممثلة في الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بالبدء في تنفيذ مشروع حيوي لتصريف مياه السيول في عرفات ومزدلفة ومنى، ظهرت في الصحف المحلية الأصوات المبحوحة التي تطالب بوقف تنفيذ ذلك المشروع الحيوي لماذا؟، لأن مسارات خطوط المشروع تمر على بعض أشجار النيم المزروعة عشوائيا في مشعر عرفات مما يقتضي إزالة بعض تلك الأشجار فقط وليس كلها.. مع أن عشوائيتها وإهمالها جعلها منطقة خصبة لتوالد الحشرات وفي مقدمتها البعوض الناقل والمسبب للأمراض، الأمر الذي جعل أمانة العاصمة المقدسة مضطرة قبيل موسم حج كل سنة إلى تنفيذ حملة رش لمكافحة حشرات أشجار عرفات كما حصل في موسم حج هذه السنة. وقد بلغ الحماس ببعض تلك الأصوات المبحوحة المنادية بوقف مشروع تصريف السيول في المشاعر من أجل عيون أشجار النيم وكأن الشجر أهم من البشر؟!، أن زعم أحد طلبة العلم من الكتاب أن موسم الحج لم يشهد هطول أمطار منذ البعثة النبوية حتى اليوم الذي كتب فيه ذلك الجهبذ مقاله!، مع ما في المقال من ادعاء ورجم بالغيب، فحماسه جعله يكتب مقاله ذاك بلا روية أو بصيرة.
ولكن المسؤولين القائمين على تنفيذ مشروع حماية المشاعر من السيول لم يأبهوا بتلك الأصوات المبحوحة لأنهم يعرفون دوافعها غير البريئة، واستمروا بتوجيهات من ولاة الأمر في تنفيذ المشروع حتى اكتمل.
ويشاء الله أن يشهد موسم حج هذه السنة والوفد في عرفات ومنى هطول غيث مدرار لعدة ساعات، ولكن كفاءة شبكة التصريف ساهمت في تصريف ما هطل من غيث فلم يشعر وفد الرحمن بأي مخاطر وأضرار، حسب ما سمعته من معالي وزير الحج الدكتور فؤاد فارسي الذي تحدث لإحدى الفضائيات عن فعالية شبكة التصريف المنفذة في المشاعر وقد ظهر على وجه معاليه الارتياح. فالشكر لهذه الحكومة على ما بذلته من مال وجهد لتنفيذ مشروع تصريف السيول في المشاعر.. وإلى المزيد من الأعمال الصالحة الناجحة. والحمد لله رب العالمين.
عكاظ 12/12/1430هـ