الزبرقة.. لاحقا

يقول المهندس محمد سعيد فارسي في كلمة نُشرت له بجريدة البلاد يوم الاحد 1429/6/18 معقبا على كلمة سابقة دعا فيها الى تجميل طرق الحج الى مكة المكرمة يقول إنه تلقى عدة اتصالات مؤيدة لرأيه وأنه مستعد للمساهمة بالجهد والمال في تنفيذ مشروعات مكة المكرمة على حد قوله!
وأقول لأبي هانئ ان العاصمة المقدسة تحتاج الى مشاريع تطوير هائلة يجري الاعداد المتقن لها على المستوى الشعبي والرسمي من اعادة تخطيط وتطوير للخدمات وقضاء على العشوائيات السكنية وتوسعة للساحات المحيطة بالمسجد الحرام من جوانبه الأربعة أكثر من حاجتها الى «زبرقة» مداخلها أو الطرق المؤدية اليها، فما نفع «زبرقة» المداخل والعشوائيات في الداخل حيث المعاناة من الأحياء العشوائية وضيق الطرق وانخفاض في مستوى بعض الخدمات الأساسية، ولذلك فإن الخطط الجيدة المعلنة التي ترعاها الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وما يبشر به أمير المنطقة خالد الفيصل في أحاديثه ومجالسه الكريمة من وجود العديد من البرامج والخطط التي سوف تجعل أم القرى في مصاف أعظم المدن العالمية تخطيطا وعناية والمشاريع المقدمة من قبل القطاع الخاص وتحظى بالدعم من جهات الاختصاص وغيرها من أمور التطوير، كل ذلك هو الأهم في نظر المواطن المكي وفي نظر من يزور العاصمة المقدسة لحج أو عمرة أو زيارة أهل أو اصدقاء، ولذلك فإن الزبرقة التي يدعو اليها «الباش مهندس» يجب ان تكون لاحقة واضافية ولا ينبغي اظهارها وكأنها أساسية، وقد جربت مدن أخرى أساليب الزبرقة والمجسمات والزهور ونسي من خطط لها تلك الزبرقة ان يوفر لها الصرف الصحي على سبيل المثال أو يُعين على توفيره فأصبحت روائح المياه الآسنة المتجمعة في بعض الشوارع والمختلطة بمياه البحر غالبة على روائح الزهور ومظاهر الزبرقة فأريحوا أم القرى الآن من افكار الزبرقة ودعوها تشهد نهضة حقيقية قادمة.. ثم تعالوا لاحقا وأعرضوا ما لديكم من زبرقة!!.

 
عكاظ / الخميس 29/06/1429هـ