تعويضات الطريق الموازية!
من المشاريع الحيوية المزمع تنفيذها قريبا في العاصمة المقدسة مشروع الطريق الموازي أو الموازية على الأصح لأن هذا المشروع سوف تنزع من أجله نحو أربعة آلاف عقار سيكون بعد تنفيذه من الشواهد الحضارية الكبرى في أم القرى ومن أهم شوارعها المؤدية إلى المسجد الحرام من الجهة الغربية فهو يمتد من مدخل مكة المكرمة غربا حتى المنطقة المركزية، ومن المتوقع أن تشيد على جانبيه مئات من الأبراج السكنية التي تضم الأسواق التجارية والمناشط الاقتصادية والسكنية المتقدمة، ولكن هذا المشروع الحيوي تدور حوله عدة ملاحظات نأمل أن تتم معالجتها فوراً ليصبح أبهى، وأحلى وأكثر بركة وخيراً وأوجز تلك الملاحظات فيما يلي:
أولا: إن معظم التقديرات الذي وضعت للعقارات المنزوعة كانت قبل مشروع إزالة حي الشامية وبعض الأحياء المجاورة له لصالح الساحة الشمالية للمسجد الحرام، وهذا المشروع يعتبر نقطة تحول في أسعار العقارات في مكة المكرمة ويمكن أن يقال إن التاريخ العقاري في أم القرى ينقسم إلى قسمين رئيسين الأول قبل هدميات الشامية والثانية بعده، ولذلك فإن العقار الذي كان قبل مشروع الساحة الشمالية بمليون ريال أصبح بمليونين وأكثر من ذلك، ولذا فإن تقديرات الطريق الموازية التي وضعت قبل هدميات الشامية لا تصلح لتكون بعدها فلا بد من باب العدل والإنصاف إعادة النظر في التقديرات وجعلها بسعر المثل على أقل تقدير لاسيما أن مشروع الطريق الموازية مشروع استثماري وما سينزع من أجله من عقارات لا تنطبق عليها صفة النزع للنفع العام!
ثانيا: إن بعض أصحاب العقارات المنزوعة لمصلحة الطريق الموازية فوجئوا أن صرف التقديرات الزهيدة أصلا سيكون على أساس الطبيعة وليس بموجب مساحة الصك الشرعي الخاص بالعقار وحيث إنه سبق لأمانة العاصمة اختزال جزء من مساحة الصك لمصلحة الشوارع المحيطة ببعض تلك العقارات مقابل الحصول على تصريح إنشاء دون تقديم أي تعويض مالي عما تم اختزاله فإن الأولى أن يتم التعويض عن كامل المساحة الموجودة في الصك لأن المساحة المختزلة سابقا تصل أحيانا إلى عشرين في المائة وأكثر من المساحة الإجمالية الواقعية لصك التملك التي دفع صاحب العقار ثمنه عند الشراء فإلى من يهمه الأمر أقدم ماسبق ذكره من ملاحظات والله الهادي إلى سواء السبيل.
عكاظ 24/11/1430هـ