اللواء الحارثي ونقاط التفتيش

صديقنا اللواء المتقاعد محمد سعيد الحارثي مدير شرطة العاصمة المقدسة سابقا ومدير مرور مكة المكرمة سابقا أيضا، له رأي حصيف في نقاط التفتيش التي تقام على الطرق المؤدية إلى أم القرى، لا سيما خلال موسم الحج من كل عام، بقصد منع المتسللين إلى المشاعر المقدسة من الذين لا يحملون تصاريح الحج، وقد كان يحدثني من قبل عن رأيه ورؤيته في نقاط التفتيش بعد أن تقاعد وارتاح!، فكنت أمازحه بقولي: ولماذا لم تقم بتنفيذ مقترحاتك، وأنت على رأس العمل خاصة عندما كنت مديراً للمرور فتكون إجابته هي أن نقاط التفتيش خارج المدن، والمحافظات خاضعة للإدارة العامة للمرور وللجوازات وأن رأيه في نقاط التفتيش ليس جديداً وأنه سبق أن قدمه لجهات الاختصاص عندما كان على رأس العمل ولكن مقترحاته لم تجد طريقها إلى التنفيذ!

وقد قرأت لأخينا اللواء الحارثي في هذه الصحيفة قبل أيام بمناسبة موسم الحج الحالي، مقالا يحمل بعض الأفكار الجيدة بالنسبة لأسلوب عمل نقاط التفتيش بين مكة المكرمة والمدن والمحافظات الأخرى عند الدخول إلى العاصمة المقدسة، وذلك بهدف ضمان دقة تنفيذ التفتيش والتأكد من تصاريح الحج ومنع المتسللين، مع تقليل فترة الانتظار بالنسبة للسيارات التي لا علاقة لها بعملية التفتيش ولكنها تزج في مساراتها حيث تختلط الشاحنات بسيارات الأجرة بالحافلات الناقلة لحجاج الخارج والداخل بالسيارات الصغيرة الخاصة التي تحمل الموظفين أو المواطنين والمقيمين الذين يكونون قد ذهبوا إلى جدة أو الطائف للعمل أو العلاج أو زيارة الأقارب أو لقضاء وقت فيها أو حضور حفل زفاف أو مناسبة اجتماعية، فإذا وصلوا إلى نقطة التفتيش وجدوا أمامهم آلاف السيارات واقفة تنتظر في مسارات يصل طول الواحد منها إلى عدة كيلات الأمر الذي يجعل فترة الانتظار تزيد عن ساعتين أحيانا يكون فيها بعض الركاب المرضى يعانون من أمراضهم ومضاعفاتها مثل مرضى السكري والقلب والضغط والسمنة والروماتيزم وبقية البلاوي!! وقد وجدت أن مقترحات أخينا الحارثي معقولة ومقبولة وتتلخص في القيام بعملية فرز للسيارات فيكون هناك مسار خاص بالشاحنات وآخر لسيارات الأجرة وثالث لسيارات الحجاج ورابع للسيارت الخاصة التي يقودها المتنقلون بين مكة المكرمة وما حولها، وأن يتم زيادة نقاط التفتيش ومضاعفة أعداد العاملين بها،

وأن يتم إيجاد ساحات تفريغ بعد نقاط التفتيش توقف فيها السيارات المشتبه بحملها حجاجا بلا تصاريح للتحقق من هويات ركابها وحملهم للتصاريح، أما هذا الذي يحصل حاليا من تفتيش في المسار نفسه وهي عملية تحتاج لوقت فإن ذلك يؤدي إلى تراكم في أعداد السيارات وطول مسافة المسارات الأمر الذي قد يؤدي إلى ضغط شديد على العاملين في النقاط وإرهاق نفسي وبدني للعابرين تكون نتيجته في النهاية ارتخاء قبضة التفتيش فلا يكون الهدف قد تحقق من تلك النقاط وأرى أن مقترحات اللواء الحارثي تستحق الدراسة.

عكاظ 22/11/1430هـ