بلا تهويل أو تقليل!
انتهى موسم العمرة بسلام تام وتجاور في الحرمين الشريفين خلال شهر رمضان الماضي نحو مليون وخمسمائة ألف معتمر وزائر وعاكف وراكع وساجد، كان معظمهم يقضون ما يزيد على عشر ساعات يوميا في رحاب الحرمين لأداء الصلوات الخمس والتراويح والجمع والاعتكاف والطواف والسعي والدعاء والتأمل، ولم يحصل من التجاور ما كان يتوقعه بعض كتاب «الخفة» من كوارث وموت جماعي وإصابات ضخمة العدد بانفلونزا الخنازير.
وجاءت تقارير وزارة الصحة أن عدد الإصابات كان بالمئات وأن جميع المصابين قد شفوا وأنه لم تحصل ــ ولله الحمد والمنة ــ حالة وفاة واحدة مما يؤكد وجود تضخيم إعلامي وفزع غير مبرر صاحب ظهور انفلونزا الخنازير، ولا شك أن ما حصل من توفيق وسلامة في موسم شهر رمضان يبشر بحصول مثله إن شاء الله في موسم الحج المقبل. وأن المخاوف من انتشار الوباء بين المعتمرين لم تكن في محلها من قبل، ولن تكون في محلها بعون الله من بعد.. وفي ذلك رد على جميع الذين فزعوا ونشروا الفزع بين الناس من أطباء وكتاب وإعلاميين وغاوين، وقد سمحت لي ظروف عملي بالسفر في الفترة التي أعقبت ظهور انفلونزا الخنازير إلى عدة دول أوروبية وعربية منها إيطاليا وسويسرا وفرنسا ولبنان، ومررت بالقاهرة فما وجدت أحدا يتحدث عن انفلونزا الخنازير أو يضع كمامات للوقاية منها إلا في القاهرة، ربما لأن وسائل الإعلام لديهم قد تعاملت مع هذا المرض بالطريقة نفسها التي تعامل بها إعلامنا وكتابنا معه، حتى لم تفد مع زوبعة الخوف نصائح المختصين العقلاء من الكتاب والأطباء. وعلى أية حال فإن التهوين شقيق التخويف فالاستعداد واجب والوقاية مطلوبة واتخاذ الاحتياطات ضروري للتعامل مع موسم الحج، والدراسة والشتاء القادم.. ولكن بلا تهويل أو تقليل. والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين!.
عكاظ 22/10/1430هـ