وزارة الحج.. ومؤسسات الطوافة

من المؤسف أن تتعاطى بعض الأقلام الكتابة عن موضوعات لا علم لهم بحقائق أوضاعها، ولا بالجهود التي يبذلها القائمون عليها من الرجال الأكفاء.

مثال ذلك ما كتبه البعض عن مؤسسات الطوافة التي تحولت بعد انتفاء صفة التجريبية عنها، إلى كيانات باسقة تقدم خدماتها المميزة للحجاج منذ أن تطأ أقدامهم مكة المكرمة وحتى مغادرتهم لها بعد أداء شعائر الحج بالمشاعر المقدسة، فإذا بالأقلام المغرضة أو التي لا تتحرى الحقيقة وإنما تندفع في انتقاد كل عمل مهما كان مستواه راقيا لمجرد أن يقال عنهم: أنهم من الذين يتجرأون عن المجاهرة، ويا ليتها كانت مجاهرة بالحق ولكنها بكل أسف تجسد الأهواء التي تحكمها الأغراض.

فمؤسسات الطوافة اليوم بما تحظى به من رعاية واهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس اللجنة العليا للحج، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس اللجنة المركزية للحج، ثم الإشراف التام والمراقبة الدقيقة من قبل معالي الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي وزير الحج على مسيرتها وبرامج أعمالها إن من خلال شهور وأيام الحج، أو على مدار العام لخدمة المجتمع كل ذلك يؤكد أنها تسير بما يحقق التوجيهات السامية لخدمة ضيوف الرحمن وتوفير سبل الراحة لأداء الفريضة في يسر وسهولة وطمأنينة.

أما تكوينها وتشكيل مجالس إدارتها فذلك أمر يخص المطوفين الذين يتولون اختيار أعضاء مجالس الإدارة بالانتخاب الذي يتم وفق نظام دقيق وضوابط تحكمها مقتضيات المصلحة العامة وكل ذلك بمتابعة وإشراف وزارة الحج حيث يشارك المسؤولون فيها بمراقبة الترشيحات، وتصفيتها ثم متابعة انتخابات مجلس الإدارة الذين لأعضائه وحدهم حق انتخاب رئيس المجلس، ثم إقرار ذلك الانتخاب من قبل وزارة الحج التي تراعي في موافقتها مقتضيات النظام ثم موجبات المصلحة، ومرئيات أعضاء المجلس الذين تولوا انتخاب الرئيس الذي يحدد نشاطه والجهود التي يبذلها لخدمة الحجاج ومصالح المطوفين مدى إمكانية التمديد له لدورة أو دورتين أو حتى عشر دورات، فالبقاء دائما للأصلح.

وإذا كانت الصحف التي تنشر لبعض الأقلام المغرضة اعتراضها على ما تراه – من وجهة نظرها غير المنصفة – على مسيرة مؤسسات الطوافة واستمرار بعض المؤسسات بالتمديد لبعض رؤساء مجالس الإدارة لعشر سنوات أو أكثر، فإن من الإنصاف أن نتذكر أن بعض رؤساء التحرير في الصحف نفسها لا زال في منصبه أكثر من ثلاثين عاما وأن منهم من لا يزال في منصبه منذ أكثر من بضع عشرة سنة، فهل:
حـــلال لبــلابــله الـــدوح
وحـــرام للطير من كل جنس

إنني أكتب هذه السطور ولست بصاحب علاقة لا بالطوافة ولا مؤسسات الطوافة، ولكني على اطلاع ومتابعة لما تقوم به المؤسسات من جهود يبذلها القائمون عليها لخدمة الحجاج بالمستوى الذي يمكنهم من أداء مناسك الحج في يسر ودعة، سواء بمكة المكرمة أوخلال تنقلاتهم بالمشاعر المقدسة التي يتولى الإشراف عليها وتوجيه المشرفين بالرأي السديد شخصيا معالي الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي وزير الحج من خلال التقارير الدورية أو بالمتابعة بالجولات المتوالية، كما يشهد الواقع ذلك في كل عام.. وكفى بالله شهيدا.

عكاظ 25/9/1430هـ