تحية مكية لوزارة الخارجية.. وشكر لشقيري.. وعتاب لآخرين!!
افتتاح مقر وزارة الخارجية في مكة المكرمة، ورفع العلم على مبناه بيدي سمو أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل يعد حدثاً مهماً، ويرقى لأن يكون حدثًا تاريخياً، خصوصًا إذا كان هو المقر الأول للوزارة في مكة المكرمة منذ تأسيسها -حسب ظني-.
ويمكن اعتبار تأسيس المقر وافتتاحه مبادرة سريعة لتنفيذ الأمر السامي بانتقال الادارات العامة في المنطقة الى مدينة مكة المكرمة، تحسب لسمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ولسعادة مدير فرع الوزارة في المنطقة الغربية السفير محمد أحمد طيب بكثير من التقدير من أهالي مكة.
وما أتمناه أن تكون المبادرة نموذجًا يحتذى من قبل بقية الجهات، التي لا تزال تراوح في مكانها في تنفيذ القرار السامي، بحجة عدم توفر مواقع مناسبة، او في انتظار إنجاز مشروع مجمع الدوائر الحكومية الذي قد يستغرق سنوات عديدة.
وتأتي أهمية الحدث من كونه خطوة من خطوات تنفيذ قرار هام، وهو قرار انتقال الادارات الحكومية للمنطقة الى مدينة مكة المكرمة، والذي ينطوي على آثار تنموية واجتماعية هامة لسكان مكة المكرمة وزوارها، وسوف يسهم في استعادتها لمكانتها كأم للقرى، ولدورها المطلوب والمؤثر في إدارة شؤونها وشؤون أهلها وحجاجها وزوارها على مدار العام.فتحية مكية عاطرة لوزارة الخارجية..
وأما الشكر المستحق فهو للأستاذ أحمد شقيري، معد ومقدم برنامج خواطر، على اختياره لليابان لتكون النموذج لما ننشده من تغيير وتطوير لأمتنا ودولنا وشعوبنا، وبالفعل شعرنا وكأن اليابانيين من كوكب آخر. وإن كان لي من قراءة لمجمل ما جاء في الحلقات فأقول إن خلاصة ما نقله لنا الاستاذ احمد يشير إلى أن ما يقف وراء نهضة وتقدم وتميز الشعب الياباني، أمران هما الإدارة والأخلاق، وهو بالمناسبة ما يؤكده علماء الإدارة، ولعلي أعود إليه بالتفصيل في مقال لاحق.. فشكرًا لك يا أستاذ أحمد ومن نجاحٍ إلى نجاح بإذن الله، وأسأل الله أن يقر عينك لترى أثر ما تقدم ماثلاً ومطبقًا في مجتمعات العرب والمسلمين.
وأما العتاب فهو بخصوص أوضاع منطقة الشامية وما حولها، وهو موجه لأمانة العاصمة المقدسة، ولشركة بن لادن السعودية، المنفذة لمشروع هدميات الشامية، ومشروع توسعة المسعى، فهذا شهر رمضان المبارك الثاني الذي يمر بعد هدم منطقة الشامية لصالح توسعة المسجد الحرام، وتظل المنطقة بأوضاع لا تليق لا بقداسة المكان، ولا بأهله، ولا بضيوفه.
فالإضاءة غير كافية، وغير منظمة، والممرات الترابية لا زالت موجودة، والأتربة تغطي الممرات المغطاة بالإسفلت والخرسانة، بما في ذلك الجسر المؤدي إلى المسعى، وأضيف لها هذا العام انقشاع الإسفلت في أجزاء من طريق ما كان يسمى بالراقوبة، وعدم إصلاحه حتى كتابة هذا المقال، ووضع الكتل الخراسانية لتنظيم حركة المركبات بطريقة غير منظمة سواء من جهة رصها أو المسافات بينها.
وقد سبق لي في شهر شعبان الماضى ان وجهت رجاءً إلى المعنيين بمشروع تمهيد منطقة الشامية لتوسعة المسجد الحرام، وهو أن يتم الإسراع إلى تغطية جميع المساحات الترابية، وإعداد ممرات واسعة ومضاءة، ولو بشكلٍ مؤقت، وتنظيم الحركة في هذه المنطقة التي عانت ولا تزال من فوضى الحركة، للسيارات والمشاة، ومن ضعف الإضاءة وانتشاء الغبار.
ولكن للأسف دخل شهر رمضان ولم يتم إنهاء الترتيبات والاستعدادات اللازمة، وكأن شهر رمضان دخل علينا فجأة، إذ ظلت تعديلات المسارات المخصصة، للسيارات العادية، ولحافلات النقل الجماعي، ومركبات ومعدات المشروع، مستمرة على مدى الأسبوع الأول من الشهر، وظل كذلك تحريك الكتل الخرسانية وإضافة المزيد منها مستمرًا خلال الأسبوع الثاني.
والإضاءة تزيد يومًا وتنقص يومًا، بسبب إما تحريك صواري الإضاءة التابعة للأمانة أو تلك التابعة لشركة بن لادن من مكان لآخر، أو بسبب أنها لا تعمل.
تنظيم موضع المشروع في غاية السوء، لا تحديد للممرات بشكلٍ واضح، واستخدام أشرطة في تحديد بعضها كما هو في منطقة المروة أمام محلات الحلاقة، وغرف الموظفين والعمال في نفس المنطقة في وضع مزرٍ، فهي غير منظمة، ومحاطة بالمخلفات، والأسوار المؤقتة الموضوعة على بعض أطراف المشروع وغير منتظمة، ومشوهة للمنظر العام.
وبشكلٍ عام تنظيم موقع المشروع لا يتناسب لا مع سمعة شركة بن لادن، ولا مع ما تملكه من خبرة في إدارة المشاريع، ولا ما تحصل عليه مقابل تنفيذ المشروع، ولا يتناسب مع ما تحت يد الأمانة من إمكانيات ومعدات، وبالتأكيد فهو لا يتناسب مع ما توليه الدولة من اهتمام بالمسجد الحرام ورواده من الحجاج والمعتمرين.. والله من وراء القصد.
المدينة 24/9/1430هـ