القدوة الحسنة
عندما يقتدى المواطن بولي أمره القدوة الحسنة فإن هذا يعد مكسباً دينياً ودنيوياً خصوصاً اذا كانت تلك القدوة تحمل في جنباتها وبين أضلعها مخافة الله في السر والعلن والايثار والتضحية وقول الحق وما بالنا اذا تعلق الأمر بخدمة ضيوف الرحمن من زوار وعمار وحجاج ممن نتشرف جميعاً بخدمتهم رافعين الشعار المنفذ خدمة الحاج شرف وأمانة ومسئولية بعيداً عن المكاسب الدنيوية الزائلة.. واحتساباً لما عند الحق سبحانه وتعالى من عظيم الأجر وهذا سيدي وسيدكم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (اماطة الاذى عن الطريق صدقة) (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) الى غير ذلك من القيم الانسانية العظيمة وبالمناسبة أتذكر تلك الدموع التي تساقطت من مقلتي الأمير الانسان خالد الفيصل عندما رأى افتراش الحجاج تحت هجير الشمس خلال موسم حج العام الماضي وهذه لا تحتاج الى شهادة مني أو من غيري انما هي اقرار واقع معاش يتخذ قدوة للمضي قدماً في حمل الامانة واداء الرسالة من جميع من اختصهم الحق سبحانه وتعالى بخدمة الحاج والزائر والمعتمر بما فيهم كاتب هذه السطور. وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى أسوق هذه المقدمة الوجدانية عند معرفتي بالجهود الانسانية الخيرة التي تبذلها توسعة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا والتي جاوزت النمطية في خدمة ضيوف الرحمن والدور التقليدي المكلفة به امام الله سبحانه وتعالى ثم امام ولي الأمر اعزه الله الذي لا يرضى بغير الاتقان في العمل واي عمل هذا؟ انه خدمة ضيوف الرحمن ومن هذه الجهود على سبيل المثال لا الحصر قامت مؤسسة جنوب آسيا ومنذ اكثر من ثلاثة أعوام بتخصيص عربات (الاوتوركشا) لنقل المعتمرين من العجزة وكبار السن والمرضى من والى نقاط الفرز في المنطقة المركزية حول الحرم المكي الشريف حيث يمنع دخول المركبات حول الحرم في اوقات الذروة والصلوات الخمس بمباركة وتعاون كبير من سعادة مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد احمد بن ناشي حيث يقوم مشكوراً بتذليل كافة العقبات التي تعترض خط سير هذه العربات الصغيرة المخصصة لاول مرة في مؤسسة جنوب آسيا وتستطيع شق الزحام بيسر وسهولة ولاول مرة في موسم رمضان الحالي قامت المؤسسة مشكورة بالتعاون مع بعض مكاتب الخدمة الميدانية منها مكتب الخدمة رقم 2 للمطوف عبدالعزيز محمد حسين ومكتب الخدمة الميدانية رقم 4 للمطوف معتوق سراج قصاص لاستيراد عربات الركشه التي تعمل بالطاقة الكهربائية مساهمة في المحافظة على البيئة من ادخنة العادم الذي كان يعمل بالديزل وسهولة التشغيل وتقليل نسبة الاعطال للعمل خلال رمضان الحالي في المهمة الانسانية التي لا تقتصر على جنسية بعينها كحجاج المؤسسة ومعتمريها بل تشمل جميع الجنسيات من المحتاجين للنقل من والى الحرم المكي الشريف بما فيهم المواطنون الكرام، وحسب علمي ستقوم شخصية اعتبارية خلال اليومين القادمين بتدشين هذا المشروع الانساني الاسلامي العظيم.
لكل ما تقدم ازجي الشكر الجزيل والدعاء بخالص الدعاء المبارك لسعادة الاستاذ عدنان بن محمد أمين كاتب رئيس مجلس ادارة المؤسسة ونائبه الدكتور مهندس رشاد محمد هاشم محمد حسين والشكر موصول لسعادة الدكتور سامر بن حسن بنتن مدير عام الشئون المالية والادارية بالمؤسسة ولسعادة الاستاذ الزميل احمد بن عبداللطيف مير رجل المهمات الصعبة وللمطوف عبدالعزيز محمد حسين والمطوف معتوق سراج قصاص ولكل المخلصين في هذه المؤسسة الرائدة التي قد تعتبر شهادتي فيها مجروحة ولكن كما يقال ألسنة الخلق شواهد عليكم وما التوفيق الا من عند الحق سبحانه وتعالى.
همسة
إنا بني نهشل لا ندعي لأب
عنه ولا هو بالابناء يشرينا
ان تبتدر غاية يوماً لمكرمة
تلق السوابق منا والمصلينا
لو كان في الألف منا واحد فدعوا
من فارس خالهم اياه يحنونا .
والله من وراء القصد.
الندوة 17/9/1430هـ