العنوان أعلاه هو لموسوعة تاريخية مصورة أصدرها حديثا الأستاذ الدكتور ناصر بن علي الحارثي، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بجامعة أم القرى وقد أهداني مشكورا نسخة من موسوعته التي تقع في نحو ثمانمائة صفحة من القطع الكبير وهي مطبوعة على ورق فاخر صقيل ومرتبة بعناية وفن، وقد رصد فيها هذا الباحث القدير عشرات المعالم،

والآثار المكية ومن أهمها الكعبة المشرفة والحجر الأسود وحجر إسماعيل ومقام إبراهيم وبئر زمزم والصفا والمروة والمسجد الحرام والجمرات والأعلام المحددة للحرم وما بعدها من حل وغار حراء الذي شهد أول لقاء بين الأرض والسماء ونزول سورة «اقرأ» وبدء الأمر بإبلاغ الرسالة، وغار ثور الذي اختبأ فيه الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وصاحبه الصديق أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة «ثاني اثنين إذ هما في الغار» ووادي حنين الذي شهد معركة سميت باسمه وقال الله فيه: «ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئا» وكلام الآية موجه إلى جيش المسلمين بقيادة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) الذي قال بعض جنده «والله لن نغلب اليوم من قلة» فكادت هوازن تغلبهم إلا أن الله تداركهم برحمته وكان النصر في نهاية المعركة لجند الرحمن، والمقابر التاريخية وفي مقدمتها المعلاة، والشبيكة والمشاعر المقدسة عرفات ومزدلفة ومنى وجبل الرحمة وغيرها من جبال ووديان المشاعر،

وقد بذل الباحث جهدا علميا وعمليا استمر عدة سنوات لرصد الآثار والنقوش ورجع في جمع مادته العلمية إلى مئات المراجع القديمة والحديثة والعربية والأجنبية وصور بالكاميرا مواقع وآثارا ونقوشا جعلها فيما يزيد على خمسمائة لوحة مع شروحها وكان للباحث رأي يخالفه فيه كثيرون بالنسبة لتحديد موقع قبر السيدة الجليلة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد فهو يرى أن القبر ليس في موقعه الحالي لأن هذا الجزء من المقبرة نشأ في الأزمنة الأخيرة ولم يكن موجودا في ذلك الزمن السحيق! وخلاصة القول أن الموسوعة تعد أهم الموسعات التاريخية المصورة التي ترصد المعالم والأماكن والآثار المكية ويستحق الباحث الشكر والتقدير على ما بذله من جهد عظيم في جمع مادتها وصورها وإصدارها على أن الموسوعة لا تخلو من أخطاء نحوية ظاهرة ولعل سبب ذلك يعود إلى عدم مراجعة مادتها لغويا لتركيزه على النواحي التاريخية ولعله يفعل ذلك عند إصداره الطبعة الثانية بإذن الله حتى يزيد عمله بهاء وكمالا، وله مني كل المودة والإعجاب.

جريدة عكاظ 17/9/1430هـ