الظواهر السلبية حول المسجد الحرام
بعد انقضاء الثلث الأول من شهر رمضان المبارك سجل الكثير من المواطنين والمعتمرين ممن قصدوا المسجد الحرام عماراً أو مصلين الكثير من الاعجاب والتقدير للدور الذي تقوم به لجنة مكافحة الظواهر السلبية حول المسجد الحرام بإمارة منطقة مكة المكرمة بمشاركة عدة قطاعات حكومية .
وان كنا لم نعد نرى افتراش الساحات المحيطة بالحرم المكي الشريف أو بروز المتسولين في الطرقات المؤدية للمسجد الحرام فإننا نؤكد أن اللجنة قد نجحت في دورها واستحقت كل تقدير واحترام من الجميع .
لكننا لا يمكن أن نقول بان النجاح الذي حققته اللجنة حتى الآن يعتبر نتيجة طبيعية لأعداد أفرادها أو حتى الصلاحيات الممنوحة لهم لكننا نقول إنه لابد من النظر إلى المسارات التي جعلت النجاح حليف اللجنة.
وهذه المسارات تمثلت أولاً: في الاخلاص في العمل فلم يركن رئيس اللجنة أو أي من أفرادها للجلوس على مقعد خلف مكتب وثير ومكيف فقد اعتمد الجميع على جعل أعمالهم ميدانية 100% وهي خطوة قليلا ما نراها باللجان خاصة الميدانية منها .
ثانياً: ظهر التعاون الواضح بين القطاعات المشاركة باللجنة وهو ما يؤكد على أن أي عمل إذا أريد له النجاح فلابد من التعاون بين الجميع .
ثالثاً: وهو الأهم أن صفوف المتسولين المرتدين للزي السعودي سواء كانوا رجالاً أو نساء اختفت وبشكل كبير.
وان كانت هناك العديد من العوامل المساعدة في نجاح اللجنة فانه من الصعب ذكرها لضيق المساحة ولكثرة الايجابيات المحققة حتى الآن .
لكنني أفضل القول بان أي عمل إذا أريد له النجاح فلابد من تعاون الجميع معه ونجاح اللجنة جاء نتيجة طبيعية أيضاً لتعاون قاصدي المسجد الحرام من معتمرين ومصلين سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو قادمين من خارج المملكة .
ولعل من زار المسجد الحرام معتمراً أو مصلياً ظهر أمامه الدور الذي تؤديه القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة من خلال تنظيم حركة المشاة بالساحات عبر طرق ومسارات استخدمت فيها الدراسات العلمية والتدريب الجيد للتعامل مع المصلين .
وان كان هناك من يشير إلى أن اللجنة وضعت لوحات لتحديد المسارات بثلاث لغات (عربي - انجليزي - أردو) فإننا نقول انها خطوة أخرى تسجل بإعجاب وتقدير لكل من يساهم في خدمة المعتمرين والمصلين .
ونقول إنه ينبغي أن ننظر نحو الايجابيات المحققة والسلبيات الظاهرة ونسأل أنفسنا هل تعاونا في نجاح العمل أم تقاعسنا وابتعدنا؟ .
إن لنا في لجنة مكافحة الظواهر السلبية مثالاً واضحاً لثمار التعاون فمتى يدرك الجميع أن التعاون هو أساس النجاح؟.
الندوة 12/9/1430هـ