تكييف المسعى فيه منافع للناس

يحمد الناس والمعتمرون منهم خاصة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـــ حفظه الله ـــ ، توسعته لمشعر المسعى الذي سهل للمعتمرين، كما سيسهل على الحجاج السعي بين الصفا والمروة في يسر وطمأنينة بانسياب حركة الساعين تبعا لما أمر الله بقوله: «إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم».

غير أن السعي اليوم بعد انقطاع التكييف الذي كان المسعى في وضعه السابق مزودا به أصبح يكبد الناس مشقة يصعب تحملها بسبب ارتفاع الحرارة مما يتطلب الإسراع في تكييف المسعى من خلال الأعمدة المنصوبة والمماثلة لما هو حاصل في المسجد النبوي الشريف.

وإذا كان هذا ما يتطلبه مشعر السعي من ضرورة توفير التكييف فقد سبق أن كتبت بتاريخ 3/8/1430هـ : نظرا لتصاعد درجة الحرارة في منطقة مكة المكرمة ومنطقة المدينة المنورة مع كثرة عدد المعتمرين والحجاج، فقد سبق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن أصدر أمره الكريم بتعميم تكييف المسجد الحرام لتوفير الطمأنينة للطائفين والقائمين والركع السجود، بيد أن ضخامة المشروع لم تمكن القائمين على تنفيذه من إتمام التكييف من الجوانب الشرقية والشمالية والجنوبية مما يسبب إصابة الكثيرين بالإرهاق الحراري الذي هو أقسى من ضربات الشمس.

صحيح أن المشروع ضخم ولكن أهمية منافعه تدعو للمطالبة بالإسراع في تنفيذ مشروع تعميم التكييف في المسجد الحرام إنفاذا للأمر السامي الكريم.

وهأنذا أعود ثانية مطالبا بتكييف الأروقة الشرقية ضمن تكييف مشعر المسعى والأروقة الجنوبية والشمالية على غرار التكييف الذي تم في الجهة الجنوبية.

وأعود لمشعر المسعى وتوسعة خادم الحرمين الشريفين له تيسيرا للناس لأداء شعيرة السعي بين الصفا والمروة، فهو في الوقت نفسه إعادة للمسعى لما كان عليه وضعه يوم سعى الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ومعه مائة ألف أو يزيدون كلهم سعى بين يديه ممن أدوا فريضة الحج معه عليه الصلاة والسلام وكان ذلك باتساع الوادي لهم حيث يقول فضيلة الدكتور الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء في ما نشر بتاريخ 27/3/1429هـ: إن المسعى في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان عريضا، وبنيت تلك الدور بعد ذلك في عرض المسعى القديم فهدمها المهدي، وأدخل بعضها في المسجد الحرام، وترك بعضها للسعي فيه، ولم يحول تحويلا كليا وإلا لأنكره علماء الدين من الأئمة المجتهدين رضوان الله عليهم أجمعين مع توفرهم إذ ذاك، فكان الإمامان أبو يوسف، ومحمد بن الحسن (رضي الله عنهما)، والإمام مالك بن أنس (رضي الله عنه) موجودين يومئذ، وقد أقروا ذلك، وسكتوا، وكذلك من صار بعد ذلك الوقت في مرتبة الاجتهاد كالإمام الشافعي، وأحمد بن حنبل، وبقية المجتهدين رضوان الله عليهم أجمعين، فكان إجماعا منهم (رضي الله عنهم) على صحة السعي من غير نكير نقل عنهم.

إن مشروع خادم الحرمين الشريفين ـــ حفظه الله ـــ لتوسعة المسعى من أعظم المشروعات التي تسهل على المعتمرين والحجاج في كل عام السعي بين الصفا والمروة في يسر وطمأنينة ولكن من المهم المسارعة بتمديد التكييف إليها رحمة بالناس في هذه الأيام التي بدأ تصاعد عدد الساعين لأداء العمرة وسيتصاعد أكثر بمرور الأيام لنهاية الشهر وخاصة في النصف الثاني والعشر الأخيرة بالذات، لذا فإن توفير التكييف في هذه الأيام أكثر من ضرورة وهو كما أعتقد غير عسير بإذن الله.

عكاظ 11/9/1430هـ