الآثار الإسلامية في مكة المكرمة 1-2

في مجلد ضخم بلغت صفحاته سبعمائة وخمسة وسبعين صفحة وضع الأستاذ الدكتور ناصر بن علي الحارثي أستاذ الآثار والفنون الإسلامية في جامعة أم القرى موسوعة شاملة عن الآثار الإسلامية في مكة المكرمة وأصدرها بهذا العنوان:«الآثار الإسلامية في مكة المكرمة»

وقد جاء في المقدمة ما يوضح مدى اهتمام المؤرخين والجغرافيين وعلماء الآثار بالبلد الحرام وما فيه من آثار فيقول: في مكة المكرمة الكعبة المشرفة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، وإليها هاجر أبونا إبراهيم وزوجه هاجر وابنهما إسماعيل عليهم السلام، ومنها نبع ماء زمزم أفضل ماء نبع من الأرض، وبين أخشبيها بزغ النور نور الإسلام الذي بدد الله به الظلام وأنار به الطريق، وإليها يتكبد المسلمون المشاق لأداء الحج والعمرة، وعلى جبالها السمر، وفي بطون شعابها، وفوق رمال بطاحها، انتصر الحق بعد صراع مرير مع الشرك والوثنية.

لذلك أولاها الجغرافيون والمؤرخون والرحالة جل عنايتهم واهتمامهم، حيث سجلت أقلامهم من المؤلفات والمشاهدات مما لا حصر له، أمثال: الأزرقي، والفاكهي، في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)، وناصر خسرو المتوفى في القرن الخامس الهجري، وابن جبير المتوفى سنة 614هـ /1217م، ومحب الدين الطبري المتوفى سنة 694هـ /1294م وابن بطوطة المتوفى سنة 987هـ / 1579م، والتجيبي المتوفى سنة 730هـ /1329م، والفاسي المتوفى سنة 832هـ /1428م، وابن الضياء المكي المتوفى سنة 885هـ /1480م، وأبناء فهد في القرنين التاسع والعاشر الهجريين (الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين)، وابن ظهيرة القرشي المتوفى سنة 986هـ /1578م، والنهروالي المتوفى سنة 990هـ /1582م، والقطبي المتوفى سنة 1014هـ /1605م، والأسدي المتوفى سنة 1066هـ /1655م، والطبري علي المتوفى سنة 1070هـ /1656م، والطبري محمد المتوفى سنة 1173هـ /1759م، والسنجاري المتوفى سنة 1125هـ /1713م، والنابلسي المتوفى سنة 1143هـ / 1730م ، وأوليا جلبي المتوفى سنة 1094هـ /1682م، ودومنغو باديا ليبلخ (Doming Badiay Lebuch) الذي زار مكة المكرمة سنة 1221هـ /1807م، وتسمى علي بيك العباسي ، وجون لويس بوركهارت (Joh Lewes Burckhardt) الذي تسمى الحاج إبراهيم بن عبد الله وزار مكة سنة 1229هـ /1813م، وابن عبد السلام الدرعي المتوفى سنة 1239هـ /1822م، وهرغروني سنوك (Hurgronje C. Snouk)، والرحالة ريتشارد بيرتون (Richard Burton) في القرن الثالث عشرالهجري (التاسع عشر الميلادي)، ثم في أواخر القرن الثالث عشر الهجري وأوائل الرابع عشر مجموعة من مشاهير الرحالة والمؤرخين أمثال: أيوب صبري، ومحمد صادق باشا، ومحمد أمين المكي، وإبراهيم رفعت باشا، والبتنوني، والصباغ المتوفى سنة 1321هـ /1903م، والحجبي المتوفى سنة 1335هـ /1916م، والرحالة الأوروبي جيل ـ جرفيه كورتلمون، وإيلدون رتر، وعبد الله بن محمد غازي، ثم محمد حسين هيكل، وباسلامة، والسباعي، ورفيع، والكردي، والبلادي، وأسماء أخرى كثيرة لا يتسع المجال هنا لعرضها.

وقد سجلت أقلام هؤلاء، وأولئك الكثير من الانطباعات والمشاهدات والمتابعات ما لا حصر له، مما شكل ثروة علمية لا يستهان بها لمن يؤرخ لبلد الله الحرام، سواء لتطوره العمراني، أو لأحواله السياسية، أو لأوضاعه الاقتصادية، أو لحالته الاجتماعية، أو لبنيته العسكرية، أو لأنماطه الثقافية.
وإلى الغد لنستكمل عرض الموسوعة.. إن شاء الله.

عكاظ 2/9/1430هـ