الحج والعمرة .. وقيام الوزارة

حتى منتصف السبعينيات هجرية لم يكن يزيد عدد الحجاج الوافدين من خارج المملكة عن مائة ألف حاج ومن جميع أقطار الدنيا.

ومثل ذلك لم يكن يزيد عدد الوافدين للعمرة من الخارج حتى عام 1415هـ وخلال شهر ربيع الأول ورجب ورمضان فقط لاغير عن مائة ألف.

وكما ارتفع عدد الحجاج إلى أكثر من مليوني حاج .. فقد ارتفع عدد المعتمرين إلى أكثر من ثلاثة ملايين معتمر وعلى امتداد ثمانية أشهر بداية من شهر صفر وحتى مطلع شهر شوال وذلك وفق تنظيم دقيق تشرف عليه وتتابعه وزارة الحج التي أعلن معالي وزيرها الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي أن الوزارة مجندة بجميع رجالها ومؤسسات الطوافة وشركات العمرة لخدمة الحجاج والمعتمرين، وأن زياراته التفقدية لمؤسسات الطوافة الأسبوع الماضي تأتي ضمن الاستعدادات المبكرة لموسم حج هذا العام للوقوف عن كثب على سير الأعمال والخدمات التي توفرها مؤسسات أرباب الطوافة لخدمة وراحة الحجاج وفق توجيهات القيادة الرامية إلى تسخير جل الإمكانات أمام وفود الرحمن وتمكينهم من أداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة واطمئنان وفق منظومة متكاملة من الخدمات.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد كتب في نفس العدد يوم الأحد 18/8/1430هـ الأخ محمد سمان عن العمرة ونجاحها لكنه فيما يبدو لم يكن دقيقا في ما ذكره عن قيام المديرية العامة للحج، وكذا بالنسبة لنشوء وزارة الحج، إذ قال فيما كتب: إن إنشاء وبدء أعمال وزارة الحج والأوقاف الإسلامية يعود إلى العام 1365هـ وذلك عندما أصدر الملك عبد العزيز مرسوما يقضي بإنشاء مديرية للحج والحرمين وتعيين الشيخ راشد بن صالح آل الشيخ مديرا لها واستمر العمل لفترة حتى صدر مرسوم ملكي رقم د/3/145 بتاريخ 23/3/1374هـ على تغيير اسمها إلى مديرية الحج والأوقاف الإسلامية وتعيين حسين عرب رئيسا، تلا الوزير حسين عرب الوزير حسن كتبي، ثم عبد الوهاب عبد الواسع .. الخ.

هذا ما ذكره الأخ محمد سمان بينما الواقع غير ذلك، إذ جاء في كتاب ( الحج في مائة عام ): كانت بداية تنظيم الحج ووضع قواعده بإنشاء المديرية العامة للحج في عام 1365هـ، وفي غرة صفر سنة 1372هـ صدر الأمر السامي رقم (150) متضمنا المزيد من التنظيم والتطوير للمديرية العامة للحج وظلت هذه المديرية العامة تحت إشراف وتوجيه معالي وزير المالية على أن ينتدب نائبا عنه للإشراف على إدارتها وكان قد أسندت إدارتها العامة للشيخ صالح قزاز، ثم الشيخ أحمد قنديل، والذي ظل سنوات عديدة يمارس أعمال هذه المديرية وتعاقب على هذه المديرية كل من أصحاب السعادة الشيخ سليمان البطاح، ومحمد حسين زيدان، وعادل كردي، وهاشم زاووي، وواصل شهاب بالنيابة.

ووفقا لسنة التطور كان لابد من إنشاء وزارة جديدة للحج سميت (وزارة الحج والأوقاف) ضمن منظومة وزارات المملكة حيث أسست عام 1381هـ وعين وزيرا لها معالي الشيخ حسين عرب وتعاقب عليها كل من معالي الشيخ محمد عمر توفيق بالإنابة عام 1383هـ ثم معالي السيد حسن كتبي من بداية عام 1393هـ ثم معالي الأستاذ عبد الوهاب بن أحمد عبد الواسع بدءا من عام 1395هـ .. إلخ.

هذه هي الحقيقة التي تؤرخ لقيام الوزارة، وتحية لوزارة الحج على ما تقوم به من جهد لخدمة ضيوف الرحمن.

عكاظ 28/8/1430هـ