جبر خواطر المحزونين
حضرت قبل أيام في رحاب نادي الوحدة مناسبة اجتماعية وإنسانية لطيفة دعاني إليها الأخ العمدة محمود سليمان بيطار عمدة حي الهجلة بالعاصمة المقدسة وعضو مجلس إدارة نادي الوحدة المسؤول عن العلاقات العامة بالنادي، وكانت تلك المناسبة الطيبة هي تكريم الناجحين في مدارسهم من أبناء السجناء في مكة المكرمة وعددهم مائة وعشرون طالبا في مرحلة التعليم العام.
وذلك جبرا لخاطرهم وإشعارا لهم بأن المجتمع لن يتخلى عنهم في ظل غياب آبائهم فترة من الزمن لقضاء حكم قضائي صادر ضدهم، وهذا النشاط الإنساني تم بالتعاون بين العمدة وبين جمعية رعاية السجناء وأسرهم بأم القرى وإدارة الإصلاحية وشرطة العاصمة المقدسة واللجنة الإعلامية بنادي الوحدة، ولذلك فقد كان من الحضور الأخ الدكتور عادل غياش رئيس جمعية رعاية السجناء وأسرهم بمكة المكرمة ومدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء تركي القناوي ومساعد رئيس الجمعية اللواء إبراهيم بصنوي ومدير سجون مكة المكرمة وبعض رجال الإعلام والمجتمع الرياضي، وقد سررت بما رأيته من محاولة لإدخال البهجة والسرور ولو بشكل جزئي في نفوس الأبناء الذين غاب عنهم آباؤهم فلم يشاركوهم فرحة النجاح الدراسي، وإن كانت فرحتهم الكبرى مرتبطة باليوم الذي يخرج فيه آباؤهم من السجن ليكونوا بينهم، ولذلك اشتملت كلمات المتحدثين في الحفل على دعوات صادقة بأن يمن الله على السجناء بالفرج وأن تطوى مدة محكوميتهم أو يصدر عفو عن جزء منها ليعودوا إلى أسرهم راشدين بحول الله وقوته، فليس هناك من شيء أقسى على الأطفال والأسر من غياب عائليهم عنهم لاسميا في مناسبات الأعياد وشهر رمضان المبارك والإجازات وعند إعلان نتائج الامتحانات، ولذلك أمّن الحاضرون على دعاء المتحدثين في الحفل بالفرج للآباء السجناء وبالنشأة الصالحة للأبناء الناجحين وبالخير والبر وحسن الخلق للجميع، ولعلها مناسبة جيدة بالنسبة لي أعبر فيها عن شكري وإعجابي بالعمل الإنساني الاجتماعي الذي تقوم به جمعية رعاية السجناء وأسرهم بالعاصمة المقدسة وما تقدمه من برامج جيدة في مجال عملها التطوعي بتشجيع ودعم من إمارة المنطقة ووزارة الشؤون الاجتماعية والإدارة العامة للسجون بوزارة الداخلية وإلى المزيد من الآمال والمناشط المبرورة، وكل عام وانتم بخير.
عكاظ 28/8/1430هـ