مشروع مجتمع القيم النبوية

في محكم التنزيل يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب: ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)، وفي سورة آل عمران يقول عز من قائل على لسان نبيه سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).

ومن هذا المنطلق فقد عمدت الإدارة العامة للتربية والتعليم (بنين) في منطقة مكة المكرمة إلى تطبيق مشروع مجتمع القيم النبوية من بداية العام الدراسي 1429ـ 1430هـ بقيمة ( اقام الصلاة ) والتي تمثل بداية مجموعة من القيم التي تستهدف ـ كما يقول سعادة الأستاذ بكر بن إبراهيم بصفر مدير عام التربية والتعليم (بنين) في منطقة مكة المكرمة ـ تعزيز جانبيها الوجداني والسلوكي التطبيقي.

وتقوم فكرة المشروع على أساس تعاضد كامل المجتمع التربوي لتعزيز قائمة مختارة من القيم النبوية في فكر ووجدان وسلوك أبنائنا خلال فترة محددة. وذلك من خلال:
1ـ تعاون المجتمع التعليمي في الإدارة والمدارس لاستثمار الأنشطة الصيفية وغير الصيفية في غرس وتعزيز كل قيمة نبوية على حدة بأسلوب متتابع ومستمر زمنيا بما يتناسب مع اهتمامات واحتياجات أبنائنا الطلاب حسب خصائص مرحلتهم العمرية والدراسية.

2 ـ مشاركة كافة فئات ومؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية خارج المدرسة في تعزيز تلك القيم المستهدفة من خلال وسائل التوجيه «في البيت والمسجد والشارع ومختلف وسائل الإعلام».

وقد ربط المشروع باسم النبي صلى الله عليه وسلم للمكانة والحب والتوقير الذي تتبوؤه شخصية النبي صلى الله عليه وسلم في القلوب. وإيمانا بأن الصلاح والفلاح في الدين والدنيا منبعهما الأصلي مشكاة النبوة.
وتتجسد الأهداف البعيدة المدى كما توضحها الاستراتيجية في :
1ـ أن يصبح جميع التربويين قدوات لأبنائهم الطلاب من خلال تأسيهم بقيم النبوة.
2 ـ أن تخرج مدارس التعليم العام مواطنين مسؤولين ذوي شخصيات إيجابية متكاملة.
3 ـ أن يسود المجتمع التربوي الاعتزاز بالقيم النبوية والتمسك بها فكرا ووجدانا وسلوكا.

ولتنفيذ المشروع صدر الدليل العملي لتطبيق مفاهيم قيمة (( اقام الصلاة )) وقد تضمن آلية غرس قيمة «اقام الصلاة» تحت شعار «سعادتي في صلاتي» من خلال مجموعة من مفاهيم قيمية عبر عنها بعبارات رمزية سعيا لتكوين صورة ذهنية إيجابية لدى الطالب عن كل مفهوم قيمي يتم تطبيقه وتعزيزه بالأنشطة والمواد الإثرائية والإعلامية، كما تضمن هذا الدليل خطة مقترحة لتسهيل تطبيق المشروع عمليا في المدرسة، بما يتناسب مع خصائص النمو لكل مرحلة..

والواقع أن المشروع في غاية الأهمية ويستحق الدعم والتشجيع ليس من الجهات الرسمية فقط وإنما لابد من أن يشارك القطاع الخاص مؤسسات وأفرادا كل بحسب إمكاناته التي تمكن القائمين على المشروع من تحقيق مستهدفاته المنبثقة من القيم النبوية، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به».

عكاظ 24/8/1430هـ