رثاء.. ورجاء
كدّرني في الأسبوع الماضي خبر وفاة الأستاذ الفاضل السيد محمد علوي بلفقيه، رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه فسيح جنانه، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان، و(إنا لله وإنا إليه راجعون)..
كانت بداية معرفتي بالسيد محمد في لقاءات دورية كانت تجمع نخبة من الأدباء والمفكرين، منهم الوالد صالح جمال والعم أحمد جمال، والأستاذ عبدالعزيز الرفاعي، والأستاذ محسن باروم، والأستاذ محمد حسن فقي، واللواء الشاعر علي زين العابدين، -رحمهم الله- ، والأستاذ محمد صلاح الدين، والدكتور عاصم حمدان، والسيد محمد علي الجفري – متع الله بحياتهم-، وكان أول هذه اللقاءات إن لم تخني الذاكرة، في منزل اللواء علي زين العابدين يرحمه الله، إذ كانت تربطه بالسيد علاقة أخوية علمية أدبية، إذ كنت ألاحظ عناية اللواء بمراجعة وعرض بعض شعره على السيد محمد علوي بلفقيه، والذي كان بدوره يبدي تواضعًا جميلاً، وأدبًا رفيعًا، وهذا سمته وهذه صفاته مع جميع من تعامل معه، يرحمه الله.. وقد كان لي شرف التواصل معه بالإضافة إلى لقاءات الأدباء الدورية آنفة الذكر، عبر إشرافه على صفحة الرأي في هذه الجريدة الغراء، التي لي فيها مقال أسبوعي كل يوم اثنين..
وكان يرحمه الله وصولاً وفيًّا وسبّاقًا إلى الفضائل، وإلى الاتصال والسؤال والتهنئة.. وكم كنت أشعر بالخجل عندما يسبقني إلى الاتصال للتهنئة بالمناسبات السعيدة، وأشعر بالتقصير.. ولكن هكذا هم العلماء، وهكذا هم الكبار، كبار النفوس والأخلاق.. رحمه الله رحمة الأبرار..
رجاء.. بل هي رجاءات:
الرجاء الأول أوجهه إلى المعنيين بمشروع تمهيد منطقة الشامية لتوسعة المسجد الحرام، وهو أن يتم رصف وإضاءة وتنظيم ممرات الحركة في هذه المنطقة التي عانت ولا تزال من فوضى الحركة، للسيارات والمشاة، ومن ضعف الإضاءة وانتشار الغبار.. فنحن مقبلون على شهر رمضان المبارك – بلغناه الله جميعًا-، والأوضاع تبدو كما هي منذ تنفيذ الهدميات في ربيع الأول من العام الماضي 1429هـ، بما في ذلك أيام شهر رمضان الماضي، حيث انتشار الغبار، وضيق الممرات، وإظلامها، والتشويش على المصلين بأصوات المعدات وأصوات التكسير، من جهة الشامية والمسعى، بل إن المساحات الترابية، الأماكن المظلمة ليلاً، ازدادت بسبب الهدميات الأخيرة. ولم أشهد حتى كتابة هذا المقال أي استعدادات لتنظيم المنطقة، وتغطية المساحات الترابية الشاسعة، وإضاءتها، في حين أنه سيصادف الناس هذا العام أجواء أشد حرارة من العام الماضي، وانتشار الغبار في الأجواء المحيطة بالمسجد الحرام سوف يتسبب بإصابة الكثير من الناس بأمراض الجهاز التنفسي لا محالة، وهو ما سوف يُضعف مقاومتهم، ويعرض حياتهم للخطر، ومن المتوقع ارتفاع عدد الإصابات بالأنفلونزا وغيرها نتيجة للزحام في المسجد الحرام والمناطق المحيطة به.. ولذلك فالرجاء هو أن يتم الإسراع إلى تغطية جميع المساحات الترابية، وإعداد ممرات واسعة ومضاءة، ولو بشكل مؤقت، وأن يتم إيقاف الأعمال التي تصدر أصواتا تشوش على المصلين وقت صلاة التراويح، وإيقاف جميع الأعمال بعد منتصف الشهر، لأن استمرار الأعمال يعني استمرار حركة المركبات الكبيرة التي تقوم بنقل الأتربة والصخور ومواد البناء، وفي ذلك ضغط على الطرقات ومزاحمة للزوار والمعتمرين. ولا أعتقد أن إيقاف الأعمال جزئيًا خلال شهر رمضان، أو حتى كليًا في النصف الأخير منه سوف يؤثر كثيرًا على سير المشاريع المحيطة بالمسجد الحرام..
الرجاء الثاني أوجهه إلى أمن الطرق، وهو فيما يتعلق بنقطة التفتيش التي استحدثت قبل عدة سنوات على مدخل جدة من جهة مكة المكرمة تحت الجسر الرابط بين شطري مشروع الأمير فوّاز، فهذه النقطة أصبحت مصدر إزعاج لمستخدمي الطريق (الدائمين)، وصفوف السيارات تمتد في أوقات الذروة لعدة كيلومترات، وهو ما يدفع بالكثير من السائقين إلى الخروج إلى أكتاف الطريق، وإلى المساحات الترابية على جانبي الطريق، وإحداث فوضى لا نجدها في نقطة التفتيش المماثلة على نفس الطريق وهي نقطة الشميسي، وذلك بسبب أن نقطة الشميسي مهيأة أصلاً، وعدد مساراتها يتضاعف مقارنة بمسارات الطريق، وهو ما لا يتحقق لهذه النقطة. والرجاء هو أن يتم إلغاء هذه النقطة، لسببين: الأول انتفاء سبب استحداثها واستتباب الأمن بفضل الله، والثاني أنها غير معدة لاستيعاب حجم الحركة على الطريق.. وإن كان ولا بد من وجودها كنقطة دائمة، فحبذا لو أُنشئت نقطة في المنطقة الأكثر اتساعًا بعد الجسر، وزيادة عدد المسارات لتستوعب حجم الحركة.
الرجاء الثالث أوجهه للإدارة العامة للأحوال المدنية، بأن يتم زيادة الطاقة أو السعة لأجهزة إصدار بطاقات الهوية في مكة المكرمة، وذلك رفقًا بالمراجعين الذين يبدأون الاصطفاف أمام مبنى الأحوال من بعد صلاة الفجر، وأيضًا توفير إمكانية إصدار البطاقات في ذات الوقت، بدلاً من الانتظار 15 يومًا لإصدارها من الرياض.. فيا إخواننا في الأحوال استوصوا بأهل مكة خيرًا، فحقها أن تُقدم على جميع المدن كما قدمها الله عز وجل وسماها أم القرى..
الرجاء الرابع أوجهه لأمانة العاصمة المقدسة، بأن تعجّل بإنهاء مشروع تصريف السيول على طريق الحجون والممتد إلى طريق جدة بأم الجود، والطريق الدائري، فقد مللنا التحويلات، وتردّي وضع الطريق التي تحولت بعض وصلاتها إلى ترابية، وتضرر أصحاب المحلات.
المدينة 19/8/1430هـ