من ذاكرة الأيام .. القربة - الحنفية - السقا- الزفة- عين زبيدة وأيام البازان
عين زبيدة أقدم مصدر للماء في مكة المكرمة عرفها الناس في الحجاز من عشرات السنين كانت مصدر الماء عن طريق "أبيار" في مكة وطريق الحج يُرفع منها الماء عن طريق اناء من "الجلد" عُرف بـ "الدلو" وتمر "دبول - عين زبيدة ولازالت قائمة حتى اليوم في الطريق من طريق الطائف - مكة بالقرب من "وادي نعمان" وكان الناس اول تعاملهم بالماء يستعملون "القرب" لايصال الماء لأواني فخارية أو أسمنتيه للمنازل كما كانت القربة "ترش" بواسطتها الشوارع الترابية.. في الحجاز عرف الناس قديما "الحنفيات" وهي مكان من "الاسمنت" يتم بناؤه في المنازل وكانت بعض هذه الحنفيات التي تحافظ على الماء يصلها الماء عبر "فتحات" تصل لسطح المنزل لايصال الماء عن طريق الامطار وتستعمل لشؤون البيت عدا "ماء الشرب والطعام" الذي كان يصل بالقربة ثم جاء بعد ذلك "السقا" يحمل الماء في ماعُرف بـ "الزفة" واستمر السقا سنوات طويلة حتى تطورت الوسيلة.
البازان
دخول البازان الى الاحياء كان تطوراً كبيراً كان ذلك في اوائل الثمانينيات الهجرية والبازان بناء يتم بناؤه في الاحياء تخرج منه "البزابيز" ويتم تعبئته من مغذي من "عين زبيدة" ويصل الماء للبيوت عبر "الليات" البلاستيكية وكانت معاناة الناس كبيرة في حالة قيام احد الجيران باستبدال "اللي" الواصل لدار أحد جيرانه وايصال الماء لداره.
مواسير العين
مع نهاية الثمانينيات الهجرية بدأت عين زبيدة في توصيل الماء للناس عبر مواسير تحت سطح الأرض مع ايجاد ماعرف "بالمقسم أو القسام" في كل حي وهو موزع الماء للبيوت واصبح ايصال الماء لايستغرق اكثر من يوم إلى يومين لوجود خبرة لدى "ماكان يطلق عليهم المعلم" في عين زبيدة حتى ان هؤلاء كانوا يدخلون مجرى العين أو "الدبل" لإصلاح الخلل رغم خطورة ذلك كما كانوا يؤدون اعمالهم في اصلاح الخلل للمنازل واستمر العمل في ايصال الماء عن طريق زبيدة حتى رؤوس الجبال وبناء خزانات عليها حتى بدأت شركات وادارات خاصة.
مصلحة المياه
أول التسعينيات الهجرية كانت بداية تخصيص ادارات للمياه ثم بعد ذلك للمجاري التي استبدلت بـ "الصرف الصحي" واستغرق العمل سنوات لتحديد الشبكات مع تحدد الاحياء وزيادة عدد السكان ودخول نقل الماء بالوايت.
عودة زبيدة
من سنوات هناك لقاءات علمية تدرس اعادة ماء زبيدة التي يقال انه لم ينضب ويحتاج لتنظيف "ممرات" الماء فهل تعود زبيدة جنبا الى جنب مع "التحلية" ليستفاد منها ويعيش الناس "ذكريات ايام زبيدة" أم نكتفي بالتحلية واجهزتها ومعداتها المتطورة وان لم تعمل بطاقتها حتى الان وان احتاجت الشبكة تحت الارض لإعادة تأهيل لاسباب اصابتها مما كان سببا في "تسربات المياه" تحت الارض ؟!!
جريدة البلاد 16/8/1430هـ