ومن يرد فيه بإلحاد بظلم ..
خــلال الشهر الماضي فقط تم الإفصاح عن ثلاث حالات اختفاء في الحرم المكي الشريف مما يفتح الباب واسعا أمام تساؤلات شتى لما وراءها من أسرار، وهل هي بفعل فاعل أم عرضية بسبب الزحام وجهل الأشخاص بمعالم المكان؟ وعن الآثار المترتبة عليها في جميع الأحوال ؟ وإذا أضيف إلى هذه الحالات ما سبقها فإن فضاء الأسئلة يتسع كثيرا.
الأولى: لفتاة سودانية في الحادية والعشرين من العمر، وفي الحادثة فصول غامضة تستحق الوقوف أمامها طويلا، من ذلك أن أختها الصغرى جاءت تستنجد بأمها بأن هناك أمرأة تجذب أختها وتذهب بها بعيدا مما أجبر الأم على قطع صلاتها وخلفها ثلاثون أمرأة لكن المرأة والفتاة غرقتا في الزحام ولم تجد صرخاتها في اتخاذ رجال الأمن شيئا لمساعدتها كما يروي والدها !
ومــن ذلك أيضا أنهم حين وجدوها كانت أشبه ما تكون بقطعة من الخشب لا مشاعر ولا نطق إلا بصعوبة، وروت كيف أن خاطفيها كانوا يجبرونها على شرب الماء الحار، وأكل البيض النيئ للرضوخ لمطالبهم، دون تحديد لهويتهم أو طبيعة المطالب أو مكان الاختفاء ثم أسدل الستار.
والثانية: لفتاة سعودية في الثانية والعشرين من عمرها قبل عشرة أيام، وقد اتصلت من جوالها بوالدتها تخبرها أنها أكملت طواف شوطين وأنها مبتهجة لأنها تمكنت من تقبيل الحجر الأسود وسوف تكمل بقية الأشواط بعد صلاة العشاء، واتصلت أيضا بخالتها وبناتها اللاتي كانت في صحبتهن واتفقن على أن يلتقين أمام باب الملك عبد العزيز ثم لم تأت بعد الصلاة، وكان جوالها يستقبل المكالمات لكن لا تجيب لفترة ثم أغلق!
والثالثة: لطفلين قطريين في السابعة والثامنة من العمر إلا أن هناك ملابسات في هذه الحادثة تستحق التريث حتى تنجلي، من ذلك الطلاق بين الوالدين وأن للأم قرابات في مكة والقصيم والرياض.
هــذه الحالات التي أعلنت وعرف الناس عنها تستدعي التوقف أمامها والسؤال عن حالات أعلنت من قبل، أو ربما لم يعلن عنها، ثم البحث عن الأشخاص المفقودين أمام المعطيات لكل حالة، وأيضا الوصول إلى استنتاجات تجعل الأمور واضحة حتى لا يتخوف الناس من أخذ أولادهم وبناتهم إلى مكان قال الله عنه (أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهِم ).
كما أن الرئاسة العامة للحرم المكي والحرم المدني في حاجة إلى الحديث عن الموضوع حتى يطمئن الناس إلى أنها تفكر في قضايا ومشكلات لها علاقة مباشرة بالذي يجري.
المصدر / عكاظ السبت 3/8/1430هـ