الطائف.. بعض الذكريات
ذكريات جميلة ارتبطت في أذهاننا منذ الصغر عن هذه المدينة الحالمة الهادئة المضيافة.
أهلها، بساتينها، طقسها، أوديتها، حفلاتها الغنائية، ثم فواكهها المتنوعة وفي طليعتها الرمان والعنب والتين وكذلك التين الشوكي والعناب ووردها الشهير الذي لا يضاهى أبدا وضواحيها المشهورة، الهدا، الشفا، القيم، وليه. في منطقة الردف كان الملك فيصل يرحمه الله يتخذ من احدى الهضاب مكانا يحتسي فيه القهوة ويؤدي صلاة المغرب، ولم يدر في خلدنا عندما اخترنا ساحة بيضاء نظيفة للعب بكرة القدم وعندما بدأنا بعد العصر فوجئنا قبل المغرب بمرور سيارة بجوارنا اجتهد البعض منا بأنه رأى الملك فيصل فيها ولكن عندما أذن المغرب وقف الملك فيصل وربما نادى بصوته يدعونا إلى الصلاة، فلم نجد أفضل من الهرب لاسيما وانه لا يوجد لدينا ماء لنزيح الغبار والأتربة ثم الوضوء.
في حي العزيزية بالطائف وخلف الفندق ذهبنا لتحميض فيلم تصوير، وفجأة ترك صاحب المحل عمله ودعانا للوقوف خارج المحل لأن الساعة الآن تشير إلى تمام (...) وهذا موعد مرور الملك فيصل فخرجنا فورا على رصيف الطريق خلال اقل من دقيقة وكما ذكر صاحب المحل مر الملك فيصل بسيارته البيضاء، ولم يهملنا بل لوح بيده، لقد علمنا الملك فيصل مبكرا احترام الوقت وكان القدوة يرحمه الله. كما لا أنسى يوم افتتاح الملك فيصل لطريق الهدا حيث اقامت وزارة المواصلات سرادق للحفل وبعد الانتهاء من المراسم كان هناك حفل شاي بسيط جدا، وكانت الغيوم وزخات من المطر اعقبت المناسبة واختزنت ذاكرة طفولتي ذلك اليوم الذي اعتبرته نصرا على الجبال والصخور حققه المقاول المعلم محمد بن لادن يرحمه الله.
الطائف اليوم مدينة عصرية مكتملة الخدمات تقف شامخة بمعاهدها ومراكزها وحدائقها ومنتزهاتها الكبرى وبها سوق عكاظ الذي اعيد الدم إلى عروقه بعد قرون من الزمان وبالطائف اليوم جامعة أسست على قواعد صلبة وتحظى بعناية خاصة وتنمو باطراد مستمر رغم عمرها الزمني القصير، ونتمنى على هذه الجامعة وكلية العلوم بها بأن يسهموا مع شركة الطائف السياحية والتي هي الأخرى حققت انجازات عديدة من اهمها التلفريك الذي يربط الكر بالهدا والفندق السياحي (رمادا) الذي يطل على طريق الهدا أقول نؤمل منهم بأن يتعاونوا لزراعة طريق الكر الهدا لا سيما وان لديها الكوادر المؤهلة التي تستطيع ان تسهم في هذا الامر وقد علمت من بعض المختصين بأن هناك اكثر من تسعين نبتة وجدت في السابق ثم انقرضت لاعتبارات عديدة واكد لي ذلك الصديق العميد صالح الجودي، الآن جاء الدور لكي نكسو هذا الجبل الخضرة مجددا ووفق ما يوصي به المختصون، وخلال ثلاثة اعوام على اكثر تقدير سيقطف الجميع ثمار ما غرسوه وقد تعمم التجربة على الجبال المحيطة بطريق الهدا الطائف او الطائف الشفا والله المستعان.
المدينة 21/7/1430هـ